التخلّص من "نتنياهو" وعصابة حربه مصلحة لجميع الأطراف..


كتب كمال ميرزا - 

"نتنياهو" في سباق محموم ضد الزمن، ولكن ليس للقضاء على المقاومة، فهو يعلم تماما أنّه لن يستطيع ذلك، بل للقضاء على أسرى الاحتلال لدى المقاومة!

لقد نجح "نتنياهو" حتى هذه اللحظة في التخلّص من (19) أسيرا، وهذا هو الإنجاز الوحيد الذي استطاع تحقيقه لغاية الآن، وهذا هو الإنجاز الذي يدفعه للمعاندة والاستمرار والتمادي!

أكثر شخص في العالم يتمنّى موت الأسرى الصهاينة لدى المقاومة هو "نتنياهو" وعصابة حربه، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها "الإسرائيليون" قبل أيّ أحد آخر في العالم!

أولا: حتى يتخلّص من هذه الشوكة في خاصرته.

ثانيا: حتى يتخلّص من ضغط أهالي الأسرى والجبهة الداخلية الذين يجد صعوبة بالغة في منع نفسه من الصراخ في وجوههم جميعا: "اخرسوا.. تبا لكم ولأبنائكم الملاعين"!

ثالثا: حتى يسلب المقاومة هذه الورقة.

رابعا: حتى يطلق العنان لجنونه وإجرامه في غزّة أضعافا مضاعفة لما هو حاصل!

لذا، لا حلّ للإسرائيليين أنفسهم إلاّ بالتخلّص من "نتنياهو" الذي بلغ السعار عنده مراحل متقدّمة، إمّا بمحاكمته أو حبسه أو قتله كما قال "أبو حمزة"!

لماذا؟!

لأنّ المقاومة ومحور الممانعة لن يبقيا على نفس الوتيرة وسيصّعدان بلا حدود إذا شعرا أنّ الأمور قد تعدّت نقطة اللاعودة.

والدول التي من مصلحتها بقاء واستمرار المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي.

وحتى قطاعات واسعة من الشعوب لن تستطيع تحمّل دور المتفرّج أكثر وستنفجر بهذه الطريقة أو تلك.

وعندها سيكون لسان حال الجميع: "إلى حيثُ ألقَتْ".. "عليّ وعلى أعدائي".. "شريك الـ.... اغرق وغرّقه"!

والخاسر الأكبر في حال اندلاع صراع إقليمي واسع هم "الإسرائيليون" أنفسهم، فهم في أحسن أحوالهم (10) ملايين "شلعوط" لا يوازي تعدادهم سكان مدينة مصرية أو إيرانية أو تركية أو أندونيسية واحدة، في حين أنّ تعداد العرب حوالي (400) مليون، وتعداد المسلمين حوالي مليار ونصف، ورقم (10) مليون الهزيل تستطيع نساؤهم الحوامل تحقيقه في سنة واحدة!

التخلّص من "نتنياهو" وعصابة حربه قد بات هو القاسم المشترك الوحيد بين مصالح جميع الأطراف، وهو الأساس الوحيد الذي يمكن أن يُبنى عليه شيء ما ملموس وقابل للتطبيق لهذا الـ "ما بعد" الذي يتكلّم الجميع عنه!