مقاطعة شركات تكنولوجيا المعلومات الغربية... ما هي البدائل والخيارات؟

 
خاص - ضمن سلسلة متابعاتنا لموضوع " مقاطعة" الشركات الداعمة للعدو الصهيوني في القطاعات المختلفة، كان لابد الحديث عن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي وللاسف تسيطر عليه في العديد من دول العالم شركات امريكية على وجه الخصوص، تجاهر بدعمها المطلق للعدو الصهيوني، بل وتتفاخر في تمويل جزء من احتياجات عدوانه الغاشم على قطاع غزة.

مئات الملايين ن الدولارات قدمتها هذه الشركات خلال الشهرين الماضيين والتي للاسف هي جزء من مجتمعاتنا العربية والاسلامية من خلال مشاريعها واعمالها في هذا القطاع في الاسواق المختلفة في المنطقة، بل وبعضها ادى دورا قذرا في هذا الاتجاه من خلال حجب المعلومات المتعلقة بالحق الفلسطيني، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا لا يقل بشقذارة عن نهج القتل اليومي والمتعمد التي تمارسه الصهيونية الفاشية في القطاع والضفة الغربية.

ضمن هذا الاطار، نستعرض امكانية التخلص من التعامل مع هذه الكيانات ليس بدعوى "الفزعة" وانما برغبة فك قيودها التي فرضت على المجتمعات العربية كون هذه الشركات احرزت تقدما هائلا على صعيد تكنولوجيا المعلومات، وما زاد الطين بلة ضيق الافق وقصر النظر الذي نتمتع به، فجعلنا نظراء شركات التكنولوجيا الغربية خاصة الامريكية هي اخر المحطات ولا شئ بعدها، وتناسينا وسع العالم، وان هناك شركات عالمية اخرى محايدة لا علاقة لها بالتجاذبات السياسية، بل واحيانا يفوق تطورها التكنولوجي ما توصلت له الشركات الغربية في مجالات ذات صلة بحياتنا واعمالنا اليومية.

اذا ما سحبنا هذا الامر على واقعنا الحالي، نجد ان شبكات اتصالاتنا وما تحويه من معلومات خاصة عنا تحت مرآى ومراقبة العالم الغربي، وهي بالمناسبة غير محمية ولا تتمتع بخصوصية عالية، اما مشاريعنا واعمالنا على الصعيد الحكومي والخاص فهي ايضا معتمدة بشكل كبير على منتجات وبرامج هذه الشركات، فيما البدائل متاحة بل وبعضها يتفوق حتى على احتياجاتنا، فالامر لا يتطلب منا سو بعض الوقت للبحث في كيفية وجود بدائل عن المتاح حاليا.

نحن في الاردن كما في العديد من دول العالم نعتمد في الكثير من المشاريع الحكومية الالكترونية مثلا على هذه الشركات، لكن هل سألنا انفسنا فيما اذا كان في الامكان السير نحو تنويع الخيارات اكثر للحصول على نتائج اكثر دقة ودرجة أمان اعلى، قد ينكر البعض هذا الامر، ولديه وجهة نظر، واخرون يقولون انه بالامكان تنويع الخيارات، لكن المسألة تحتاج الى بعض الوقت.

لكن المبشر في الامر ان هناك اقدام غير مسبوق على النظر حولنا خاصة في تعاملات القطاع الخاص مع هذه الشركات، فعلى سبيل المثال نجحت دول عديدة حاول الغرب وضعها تحت الضغط وحرمانها بحسب رأيهم من التكنولوجيا، لنجد انهم كانوا مستعدين سابقا لمثل هذا الامر وتجاوزوه باسهل الطرق من خلال التعامل مع شركات اخرى في شرق العالم تحظى باحترام وتقدير عال عدا عن تقدم تكنولوجي مشهود له حتى من الشركات الغربية التي ستصل الى يوم لا تستطيع معه مضاهات التقدم التكنولوجي الذي وصل الى درجات تضاهي الخيال.

عدا عن ذلك، فان الجانب الايجابي الذي ولدته حالة التفاعل الوجداني مع اهلنا في فلسطين تدفعنا لتغير ثقافة اعتمادنا على التكنولوجيا الغربية للتوجه نحو الشرق في ظل نجاح عدد من الشركات التكنولوجيا في هذه البقعة من الكرة الارضية في احراز قفزات هائلة ليس فقط في مجال توفير الخدمات، بل دعم الريادة والابتكار التي اصبحت عصب الحياة الاقتصادية في الوقت الراهن خاصة وان كل مجتمع يعلم احتياجاته حتى في هذا المجال.
ولان تكنولوجيا المعلومات ليست حكرا على جانب دون الاخر، ولانها لا يجوز تحت اي بند ان تكون احد الاسلحة التي سالت بسببها دماء اخوتنا في فلسطين بابشع الطرق واكثرها وحشية، فعلينا من الان البحث في هذه البدائل واحلالها بشكل منتظم حتى لا نشارك في دعم العدو الصهيوني بدعوى اهمية التكنولوجيا وليس هناك من يستطيع تعويض الخدمات المتوفرة من قبل هذه الشركات.

فهل سيأتي اليوم لحماية امن معلوماتنا بالمعنى الحرفي للكلمة ....وهل نستطيع فك قيد التكنولجيا الغربية وتحرير انفسنا منها حتى نستطيع ابداء ارائنا دون ان ندفع ثمنها غاليا.