الى حكومة الخصاونة.. تراجعوا عن مصادرة حق ابنائنا في التعليم فهذا خط احمر
كتب محرر الشؤون المحلية - مازلنا ننتظر أن تتخذ هذه الحكومة -بعد قرابة الاربع سنوات من وجودها في السلطة- قرارا واحدا يصب في مصلحة الناس ويخفف من وطأة ما يعانون من فاقة وضيق..
في كلّ مرة تلجأ هذه الحكومة الى مزيد من الزحف على جيوب الاردنيين ، قرارات جبائية خانقة تحول حياة الغالبية العظمى من المواطنين الى جحيم مقيم في ظل غلاء غير مسبوق في الاسعار وتراجع كبير في القوة الشرائية لدخولهم المتآكلة ..
نتحدث عن نهج حكومي اتى على الاخضر واليابس ، نهج يستمرون فيه بمحاصرة قوت الناس والاجهاز على فرصهم بعيش كريم ، القضاء على قدرتهم بتغطية الحاجات الاساسية لاسرهم ..هذه الحكومة لا تبرع الا في التجرؤ على اتخاذ المزيد من القرارات الجبائية متجاهلة ما يردها من معلومات وارقام عن اوضاع الناس وظروفهم الاقتصادية الصعبة ..
وفي استعراض سريع لابراز ما اتخذ من قرارات جبائية في عهد هذه الحكومة التي سقطت في كل الاختبارات واستنفذت كل الفرص وتكشف وهم كل ما تبنت من مشاريع وخطط ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر : رفع اسعار المحروقات ، رفع فاتورة المياه ، رفع نسب الفائدة بمعدلات كبيرة تركت الناس امام خيارات صعبة للغاية ، رفع فاتورة الكهرباء، رفع اسعار المواصلات ، وما ترتب على هذه الرفوعات من ارتفاع في اسعار جميع السلع الاساسية وغير الاساسية ، وكل هذا يحدث في ظل ثبات في الدخول ورفض اي مقترحات لزيادة الرواتب ولو بنسب بسيطة تقترب ولو جزئيا من معدلات التضخم المتزايدة بوتيرة عالية ..
واضح ، ان هذه الحكومة باتت عبئا على الشعب ، فلا يبدو انها ستتراجع عن هذا النهج ابدا ، ولن تراعي ظروف الغالبية العظمى من الاردنيين الذين يوصلون الليل بالنهار لتأمين قوت ابنائهم واسرهم ، فها هي اليوم تقرر وضع نظام جديد للمنح والقروض الجامعية ،في اجراء وصفه اولياء امور الطلبة بانه محاولة لحرمان الشريحة الاكبر من الشعب الاردني من حقهم في التعليم العالي ..
الحكومة، رئيسها وأعضاء فريقها، يفترضون ان اولياء الامور قادرون على تأمين الاقساط الجامعية لابنائهم الطلبة مع بداية الفصل الاول ، لحين صدور قوائم المنح والقروض ، وهو افتراض لا نعرف كيف تشكل لديهم في ظل الازمة الاقتصادية التي نعيش ، صحيح انهم لا يشعرون بهذه الازمة ابدا، فلم يتأثر الانفاق الحكومي الباذخ ابدا بحجم العجز والمديونية التي تعاني منها خزينة الدولة ، ولكن اليس من الواجب ان يدرسوا ارتدادات ما يتخذونه من قرارات ويتوقعوا اثرها الكارثي على الاردنيين ؟!!
الحكومات المتعاقبة رفعت الرسوم الجامعية بشكل كبير على نحو كرست به طبقية غاية في الخطورة ، ولولا ما تخصصه من منح وقروض للطلبة، لحرم ابناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة جميعهم من حقهم في التعليم ، وكان تخصيص هذه المنح والقروض مبررهم لرفع الرسوم الجامعية ، والان بعد سنوات من المعاناة والعنت والمراجعات لنظام المنح والقروض والعبث بمخصصات هذا الصندوق ومضاعفة ارقام الحاصلين على القروض لصالح تخفيض عدد الحاصلين على المنح الكاملة ، تلجأ هذه الحكومة لبدعة جديدة تضاعف من معاناة الاسر وتتركهم امام خيارات في غاية الصعوبة ، فلم يبق لديهم ما يبعونه ، حيث تشترط دفع الرسوم لحين صدور القوائم ، وهذا اجراء قالت بان ادارات الجامعات الرسمية اشترطته بعد تقاعص الحكومة عن سداد مديونية الجامعات !!
لماذا علينا أن ندفع فاتورة عجزكم مرارا وتكرارا ، لماذا لا تفكرون بغير التضييق على الناس وتحويل حياتهم الى ضنك ومكابدة لا نهائية .. تراجعوا عن مصادرة حق ابنائنا في التعليم فهذا خط أحمر قانٍ..