الفلسطينيون بين الحصار والنار.

 تستخدم سلطات الاحتلال الاسرائيلي في عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني، وحرب الابادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة،جميع انواع الاسلحة الحربية والاقتصادية والسياسية.
عسكريا افرغ جيش الاحتلال مخازنه ومستودعاته من الذخائر المحتلفة،واستعان بمخازن السلاح والذخائر الامريكية والاوروبية المخزنة في دول المنطقة ،وفي مستودعات جيوش تلك الدول في بلدانها وقواعدها المنتشرة في دول العالم الاخرى.
فقد القى جيش الاحتلال ما يقارب خمسين الف قذيفة وصاروخ وقنبلة ضخمة على قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا،وفي حسبة سريعة تكون حصة كل كيلومتر مربع حوالي 140 مقذوف ،الى جانب اكثر من الفي دبابة ومدرعة وجرافة وآلية عسكرية ،ومئات الطائرات الحربية والمسيرة ،واكثر من 400 الف جندي وضابط اضافة الى المرتزفة .
هذه الحرب الضروس التي اصبحت حرب ابادة جماعية مكتملة الاركان،اسرائيلية الوجه وامريكية التنفيذ والتوجيه والقيادة والتسليح والادارة بامتياز،اوقعت مائة الف فلسطيني بين قتيل وجريح ومفقود حتى الان،ودمرت اكثر من 60 بالمئة من مباني ومنازل قطاع غزة وأتت على البنية التحتية بالكامل،وعلى البنى التعليمية والصحية والمياه والكهرباء ،والمدرسية والجامعية والثقافية وغيرها .
اقتصاديا ،تفرض سلطات الاحتلال حصارا ماليا خانقا على السلطة الفلسطينية ،وتحتجز مئات ملايين الدولارات من الاموال الفلسطينية وهي عائدات ضرائب فلسطينية بالكامل ،لا علاقة لدولة الاحتلال بها سوى انها تتحكم بها،وفق اتفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي،وهي عملية حصار تهدف الى اضعاف متعمدة للسلطة واجهزتها واثارة الرأي العام الفلسطيني ضدها،عندما تمنع سلطات الاحتلال بحصارها المالي، الموظفين والعاملين في السلطة المدنيين والعسكريين من الحصول على رواتبهم وتسديد التزاماتهم العائلية والاسرية وغيرها.
تتخذ سلطات الاحتلال من الحصار المالي على السلطة بحجج واهية، وسيلة ضغط،لاجبارها على القيام بأعمال معينة نيابة عن الاحتلال،قد تؤدي الى صدام مع ابناء الشعب الفلسطيني ،وتحقيق هدف الاحتلال باشعال فتنة داخلية وحربا اهلية بين ابناء الشعب الواحد.
كما تسعى سلطات الاحتلال الى سلخ السلطة الفلسطينية عن ابناء الشعب الفلسطيني، وهي تطالب السلطة بعدم دفع رواتب الاسرى والشهداء وأبناء قطاع غزة تحت حجج كاذبة وزائفة.
ولا ترى سلطات الاحتلال صديقا لها في الشعب الفلسطيني ،لا سلطة وطنية ولا منظمة تحرير ولا اية جهة فلسطينية اخرى،وهي لا تريد ان ترى فلسطينيا واحدا في الاراضي الفلسطينية ،وتتنكر للحقوق والهوية والوجود الفلسطيني، ولا تعترف بالشعب الفلسطيني وحقوقه،وقد نسفت بمساعدة امريكا منظومة الحقوق المدنية والقانونية والانسانية والاخلاقية الدولية.