اللي بنوي على حرق البيادر بموت قبل الحصيدة..
هذا المثل الشعبي يطلق مجازا على أصحاب النوايا السيئة، وأجده اليوم يتناغم مع حالة الذل والخنوع والانهزام والخوف والاذلال، التي تعرض لها لواء جولاني صاحب الصيت القذر والعائد الى غزة مشبعا بالانتقام بعد الهزيمة التي تعرض لها من قبل، على أيادي أبطال غزة عام 2014 وخسر وقتها العشرات من جنود النخبة فيه..
من خلال المعطيات التي تحدث عنها الكثير من المحللين العسكرين تؤكد أن ما حدث لقوات لواء النخبه الاسرائيلي وانسحابه بهذا الشكل المذل من غزة بعد أن تعرض لخساره تجاوزت 45% من معداته و قتل المئات من ضباطه وافراده امام كتائب من حماس والفصائل الأخرى في حي الشجاعية وجباليا وغيرهما، يعد معجزة كبيرة في علم الحروب فمن غير المعقول ان يواجه أفراد يمتلكون أسلحة بدائية لا تقارن مع ما يمتلكه جيش العدو الصهيوني برا وبحرا وجوا ويهزموهم شر هزيمة..
خروج لواء جولاني من المعركة وفراره من غزة لم يكن ليتحقق لولا معركة طوفان الأقصى معركة التحرير وعلى أيادي الأبطال الأطهار هناك فكلفتهم الكثير من القتلى والجرحى والمعاقين قبل هروبهم.
اسرائيل اليوم تعيش الألم والحسرة، وقادتها في حالة جنون، (يستنجدون) الوسطاء ويلهثون بشكل يومي للتخلص من ورطة حماس...
اليوم أصبح العدو لإسرائيل قبل الصديق يعلم وبشكل لا يقبل النقاش أن لا خيار أمام إسرائيل الا القبول بشروط المقاومة، فقواتها تعيش حالة من التخبط والضياع وتعيش في وضع لا تُحسد عليه.
اليوم وبعد أكثر من شهرين ونصف على حرب الابادة والتي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، تحت ما أسمته القضاء على حركة «حماس»، وتحرير الأسرى، فلا هي قضت على «حماس» ولا حررت أسراها لا بل قتلت عددا منهم بسبب رعونة قادتها المجرمين المتهورين،
اليوم وبعد أن تكشفت الحقيقة وأزيح اللثام وتمزق زيفهم تأتي لاهثة بحثاً عن وسيط يقود مفاوضات لصفقة جديدة لتبادل الأسرى، فالوُسَطاء من مِصر وقطر يتواصلون مع قيادات حماس منذ أيام، تلبيةً لطلب إسرائيليّ أمريكي للتّهدئة، ولكنّ معلوماتنا تُؤكّد أن حركة حماس أكّدت لهؤلاء الوسطاء أنّ الأمر الوحيد الذي يوقف الحرب هو انسحاب إسرائيل وبشكل كامل من كل شبر في غزة، ووقف تام لكافة العمليات العسكرية هناك، وإلا فالصّواريخ جاهزةٌ والأصبع على الزّناد وفطائسهم تزداد يوما بعد يوم ..