عاجل - اللواء فرغل يشرح دلالات التطورات الاخيرة في الحرب على غزة
خاص - قال الخبير العسكري، اللواء المتقاعد محمد فرغل، إن جميع المعطيات في الحرب الدائرة على قطاع غزة تؤشر على تخبّط كبير في جميع المستويات السياسية والعسكرية لدى الكيان الصهيوني بدأ بعدم تحديد أهداف سياسية للعملية العسكرية قابلة للتحقيق، لافتا إلى أن الأهداف التي تم تحديدها بتفكيك حماس وإعادة احتلال غزة أو السيطرة عليها أمنيا واستعادة الأسرى لم تتحقق من خلال العملية العسكرية، فيما جرى تحرير عدد من الأسرى عبر التفاوض.
وأضاف فرغل لـ الاردن24 أن المشهد يدلل على أن اسرائيل على المستوى العسكري لم تستعد لخوض حرب غير متناظرة، ولا تعرف كيف تتعامل معها، كما لا يوجد لديها استراتيجية واضحة مبنية على استخبارات دقيقة، ولذلك فشلت لغاية الآن عسكريا وتصبّ جام غضبها على المدنيين بالقصف الجوي الوحشي لابادتهم وتهجير ما يتبقى منهم.
وتابع اللواء فرغل أن المعطيات أظهرت فشل الاحتلال في العمليات العسكرية سواء على المستوى الاستراتيجي أو العملياتي أو التكتيكي، حيث يفتقر الجنود والوحدات إلى المهارات القتالية في المناطق المبنية ومن مسافة الصفر، وهذا يدلل بشكل واضح على عدم إعدادهم جيدا لهذه السيناريوهات أثناء التدريبات، خاصة أن الجيوش تقاتل كما تتدرب، مما ساهم بزيادة الخسائر في الأرواح والمعدات وتدني المعنويات حتى وصلت بعض الوحدات إلى نقطة تحول بتدني كفاءتها القتالية إلى ما دون ٥٠%، مما اضطرهم إلى سحبها من ميدان المعركة خوفا من انهيارها بالكامل.
ولفت فرغل إلى أن التوجيه السياسي والاستراتيجية العسكرية أثناء العمليات لم تتكيف مع واقع الميدان، ولذلك أصبحت أمريكا تضغط لتغيير الاستراتيجية العسكرية والتكتيك بعد أن وصلت بعض الوحدات إلى نقطة التحول، علاوة على الحالة النفسية السيئة لدى الكثير من الجنود.
وأشار فرغل إلى أنه وفي مقابل كلّ ما تعانيه قوات الاحتلال، أظهرت المقاومة كفاءة عملياتية عالية في إدارة المعركة، حيث اقترنت الارادة والتصميم بالتخطيط الصحيح المبني على استخبارات دقيقة مع مهارات فردية متميزة بالاشتباك من مسافة الصفر وعمل ناجح بمجموعات صغيرة، ما أنتج صمودا أسطوريا، وجرّ العدو لمناطق تقتيل وايقاع خسائر كبيرة بوحداته بالارواح والاليات والمعدات.