" نبكي قهر ولا ألم ، نبكي حزن و لا شجن " ... شكرا لغزة يازمن

 
" نبكي قهر ولا ألم ، نبكي حزن و لا شجن " ، ياالله ياغزة و انا و النصر لايح من قريب ، دربك غدت خوف و مساكنها خيمة نزوح " ، لكن أرضك ياغزة يموت فيها شهيد فينبت مكانه مقاتل عنيد يحمل بندقية بيد و يحمل روحه باليد الأخرى ، بارضك يا غزة تموت عائلة غزية كلها و لا يخرج من تحت الرماد الى امرأة ملفعة بالسواد مكحلة ببقايا غبار الإنفجار الهمجي اليهودي تنظر نحو الشرق العربي تريد ان تسنجد بالمعتصم و تتلجلج الدموع في عينيها فلا تجد معتصما واحدا من معتصمي النياشين و القواشين و سماسرة البيع و الشراء فتبتلع دموعها بعفة و طاهرة و تعفف و تنظر الى بقايا اشلاء فلذات اكبادها و بعلها و تنظر في السماء تقلب وجهها ثم تعود الى أرض غزة فتتذكر أن الله قد بارك في غزة فترفع يديها للسماء و تقول في سبيل الله احتسبكم يا أبنائي و بناتي و فداء للمقاومة العظيمة المباركة أفديها بكم و الى الله الشكوى من شاهات العرب و مهراجات المهرجانات و قيادات الطبل و الزمر و وجوه طق عرق الحياء فيها و جفت ينابيع الخجل الا من رحم الله ، تمشي المرأة و هي تنظر في وجوه أهل غزة العظام ، اولئك المقاتلين الأشداء ، نحن لسنا مثلكم يا أهل غزة ، نحن عرب الرقص و الغناء ، نحن ابناء ذي اراب فويس و ستار أكاديمي و انتم أبناء الثورة ، انتم ابناء فلسطين ، انتم من كان أجدادكم مع صلاح الدين ، أنتم في غزة المجد الأصيلة التي ولدت قبل ولادة التاريخ نفسه ، غزة التي لا تقبل الضيم ، و الله انني مشتاق اليك ياغزة ، ليتني أضمك ساعة واحدة في سبيل الله و أفارق الى الله ، فنظرة في عيون المجد تكفي ، فقد تبلدت مشاعرنا و صدئت سيوفنا بينما عباس منتبه حساس ، يصقل سيفه و يلمعه على أصوات الموسيقى و يحضره ليوم شدة ، عباس و ما أكثر العبابيس و ما أكثر من يلمعون السيوف و يفتلون الشوارب ليوم كريهة و سداد ثغر بينما نساء العرب تغتصب و ارض المسلمين يتكالب عليها كل بغاث الأرض من الأمم المستنسرة و عباس و كل جوقة العبابيس يلمعون سيوفهم و يفتلون شواربهم على ابواب نكفور و بلفور و لا نسمع منهم كل ليلة الا بطولاتهم العرمرمية في استجداء القاتل ان يخفف من قتله و يقلل من الضحايا و ان يعطي اهل غزة قليلا من الماء حتى لا يموتوا لإنتهاء الأجل بل يوفرهم لقتلهم بدبابات حلفائنا الأمريكيون و البريطانيون.
ياغزة شدي حيلك فما بقي لنا بعد الله الا انت ، شد حيلك ايها السنوار و ايها الضيف و نعم الضيف ، شدو حيلكو يا أهل غزة ، شدو حيلكو ايها الأبطال العظام في كل المواقع السياسية و العسكرية فقد كفيتم و وفيتم و خططتم و لا نزكي على الله أحدا و لكننا نحتسب هنية و مشعل و اسامة و صلاح و ابو مرزوق و محمد و كل ابطال المقاومة في الداخل و الخارج نحتسبهم ابطالا أعادوا للأمة بعض كرامتها المفقودة ، أما ذلك الفارس الملثم الذي ينتظرونه في الشرق و الغرب ليسمعوا منه الأخبار الصادقة الصافية و يأخذون الجرعة اليومية المضادة لليأس و الإحباط فسلم لسانه و الف تحية لك ابا عبيدة.
نبشرك ياغزة المجد ، يا قنديل الأمل ، يا أخر بصيص نور يلوح من بعيد ، نبشرك فقد رأيناك ياغزة تتسلحين بما يصنعه المجاهدون في أقبية غزة بأيديهم المتوضئة و عقولهم النيرة تتسلحين بالمدافع و العبوات و الصواريخ ، نتلفت حولنا فلا نجد في كل ارجاء مضارب العرب العاربة و المستعربة الا لافتات مكتوب "عليها يا قوم لا تتكلموا ان الكلام محرم " و على اللافتة جمجمة و عظمتان كالمرسومة على محولات التيار الكهربائي في اصقاع العالم العربي ففهمنا و عدنا الى بيوتنا و تسلحنا بالدموع ، و في الهزيع الأخير من الليل و بعد أن نسدل الستائر نصلي و ندعوا في السجود بصوت هامس ان ينصركم الله فنحن لا نريد أن يسمعنا أحد الا الله و الله يسمع و يرى و هو أعلم بحالنا و أحوالنا و غني عن شكوانا و سؤالنا .
لن نطلب ان تسامحينا على عجزنا و ضعفنا و قلة حيلتنا و هواننا على مؤتمر القمة العربي فان سامحت انت فلن يسامح الله و نحن نرى الدماء في غزة تسكب كل يوم على يدي شيلوك اليهودي الذي لا يرتوي من دماء محمد الفلسطيني المسلم ، كما لم يرتوي من دماء انطونيو المسيحي في البندقية منذ زمن طويل.
غزة ... لنا لقاء ذات يوم و ان طال الزمان و قد يجمع الله الحبيبين بعدما يظنان كل الظن ان لا تلاقيا..
أسف ياغزة ... فليس لدي الا الكلام الذي لا يفيد ... أعذرينا فوالله ما باليد حيلة...
adnanrusan@yahoo.com