طاهر العدوان يكتب: توقفوا عن سياسة التجهيل.. هذا جوهر العقيدة الصهيونية
كتب طاهر العدوان *
المقاومة في غزة على صواب لأنها تعرف الصهيونية على حقيقتها. كان عدنان ابو عودة رحمه الله يعلّق على المطبعين والمنخدعين بامكانية السلام مع الاحتلال بعبارته المعروفة "انهم لا يعرفون الصهيونية".
ومن يدقق في مواقف انظمة عربية كثيرة تبرر صمتها وتخاذلها عن الوقوف بوجه حرب الابادة ضد غزة، بوضع اللوم على حماس ،والزعم بان السلام والتطبيع يحل قضية الاحتلال.. يدرك من يدقق في هذه المواقف ،هذا ان احسن النية ، بان هذه الانظمة لا تعرف الصهيونية . او انها تعرف لكنها تتعامى عن ذلك لمصالح ضيقة . فجرائم حرب الابادة التي يرتكبها الاحتلال في غزة الأبية اليوم ليست مسألة ردة فعل على هجوم المقاومة في ٧ اكتوبر انما هي من جوهر العقيدة الصهيونية . وسواء كان هناك مقاومة فلسطينية ام لم تكن فان الاحتلال الطويل لفلسطين الذي يرفض قادته مجرد التفكير بوضع حد له، هدفه النهائي ابادة وتهجير الشعب الفلسطيني بالجملة او على مراحل .
وكانت صحيفة هآرتس الاسرائيلية قد نشرت عام ٩٦ "ان الجيش يوزع على الجنود نسخة من التوراة لها مقدمة من اصحاح يوشع حول المجزرة ضد الكنعانيين مع خريطة لاسرائيل الكبرى تضم فلسطين والاردن ".واقتبس هنا من اقوال الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي في ندوة حضرتها في صحيفة الدستور الاردنية عام ٩٦ "انه وفي مقابلة مع الطيارين الاسرائيليين الذين ارتكبوا مجزرة قانا اللبنانية في ذلك العام حيث قتل وجرح اكثر من ٤٥٠ مدنيا كانوا قد لجاوا الى مركز لقوات الامم المتحدة في الجنوب ،قال الطيارون عندما سئلوا :هل تعرفون انكم تقصفون مدنيين ؟اجابوا ب نعم اننا نعرف .وسئلوا هل كنتم ستقصفونهم لو لم تتلقوا الاوامر بقصفهم .اجابوا سنفعل اكثر بهولاء العرب .
فيا ايها المتخاذلون لا تضعوا جرائم الاحتلال على ظهر المقاومة فهذا اثم في السياسة واثم في كل عقيدة ترفض العبودية والاحتلال .وتوقفوا عن سياسة الجهل والتجهيل في طبيعة الصهيونية واهدافها .
* الكاتب وزير إعلام أسبق