حقائق لا نعرفها عن ألم الحوض
تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ، اليوم الأربعاء، حقائق مهمة عن ألم الحوض، الذي غالبًا ما يشير إلى مشكلة في منطقة الأعضاء التناسلية عند النساء، ويمكن أن يكون موجودًا لدى الجنسين وقد ينجم عن أسباب أخرى كالعدوى وكسور العظام وغيرها.
وتوضح نشرة المعهد بتفصيل علمي أسباب هذه الحالة المرضية، خصوصا لدى النساء، والأعراض والعلامات التحذيرية لها، إضافة إلى الاختبارات المتبعة في عملية التشخيص، وطرق وإجراءات العلاج.
قد يكون ألم الحوض أحد أعراض العدوى أو أن ينشأ من ألم في عظم الحوض أو الأعضاء الداخلية غير التناسلية. ولكن بالنسبة للنساء، يمكن أن يكون ألم الحوض مؤشرًا على وجود مشكلة في أحد الأعضاء التناسلية في منطقة الحوض (الرحم والمبيض وقناتي فالوب وعنق الرحم والمهبل).
ما الذي يسبب آلام الحوض؟
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بألم الحوض، بما في ذلك:
- التهاب الزائدة الدودية: إذا كنت تعاني من ألم حاد في الجزء السفلي الأيمن من البطن وتتقيأ وتعاني من الحمى، فمن الممكن أنك مصاب بالتهاب الزائدة الدودية. إذا كان لديك هذه الأعراض، فيجب الذهاب فوراً إلى الطوارئ. قد تحتاج الزائدة الدودية المصابة إلى عملية جراحية. إذا انفجرت، يمكن أن تنشر العدوى داخل جسمك والذي يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة.
- القولون العصبي: إذا كنت تعاني من آلام في البطن، وتشنجات، وانتفاخ، وإسهال أو إمساك متكرر، فيمكن أن يكون ذلك القولون العصبي، ويسمى أحيانًا القولون التشنجي.
- الأمراض المنقولة جنسياً: هي السبب الأول للعقم عند النساء الذي يمكن الوقاية منه. يمكن أن تسبب الأمراض المنقولة جنسياً ضررًا دائمًا للرحم والمبيضين وقناتي فالوب. يمكن أن تظهر الأعراض بشكل آلام في البطن والحمى والإفرازات المهبلية غير الطبيعية والألم أثناء ممارسة الجماع أو التبول. يتم علاجها بالمضادات الحيوية. في الحالات الشديدة، قد تحتاج إلى دخول المستشفى.
- عدوى الكلى: تشمل الأعراض التبول كثيرًا، الشعور بالألم عند التبول، الشعور بمثانة ممتلئة، وتشمل العلامات الأخرى الحمى والغثيان والقيء والألم في جانب واحد من أسفل الظهر.
- الاضطرابات المعوية مثل التهاب الرتج (Diverticulitis) أو التهاب القولون (Colitis): الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض الرتج هو الألم المتقطع (الذي يتوقف ويعود مرة أخرى) في أسفل البطن (المعدة)، وعادةً ما يكون في الجانب السفلي الأيسر. ويزداد الألم سوءاً عند تناول الطعام، أو بعد ذلك بوقت قصير.
- كسر عظام الحوض: تسبب معظم كسور الحوض ألمًا كبيرًا في الفخذ، حتى عندما يكون الأشخاص مستلقين أو جالسين. يصبح الألم أسوأ بكثير عندما يحاول المرضى المشي، على الرغم من أن بعضهم يستطيع المشي. غالبًا ما تكون المنطقة منتفخة وتظهر عليها كدمات.
- الألم النفسي (الألم المرتبط بالتوتر أو الصدمات النفسية من الماضي): في كثير من الأحيان، لا يدرك الأشخاص الذين يعانون من آلام الحوض أن التوتر يرتبط بشكل كبير بأعراضهم. وهذا نتيجة للاستجابة المنعكسة لإجهاد الحوض(Pelvic stress reflex response)، حيث تنقبض عضلات قاع الحوض بشكل قوي استجابة للإجهاد البدني أو العقلي.
تشمل أسباب آلام الحوض المحتملة لدى النساء ما يلي:
- الحمل: من أكثر أعراض الحمل شيوعاً حدوث ألم في الحوض.
- الحمل خارج الرحم: يحدث هذا عندما ينغرس الجنين في مكان ما خارج الرحم ويبدأ في النمو. يحدث هذا عادة في قناتي فالوب. من الأعراض: ألم حاد أو تشنجات في الحوض (خاصة في جانب واحد)، ونزيف مهبلي، وغثيان، ودوخة ويجب الحصول على الرعاية الطارئة.
- الإجهاض: تشمل أعراض الإجهاض ألم الحوض، والنزيف وغيرها بحسب نوع الإجهاض.
- مرض التهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease).
- الإباضة (Mittelschmerz): عندما يطلق المبيض بويضة مع بعض السوائل والدم، فيمكن أن يسبب تهيجاً في البطن. يُسمى هذا الشعور (mittelschmerz)، وتعني بالألمانية "الوسط" و"الألم". وذلك لأنه يحدث في منتصف الدورة الشهرية. قد يتغير الألم من شهر لآخر. وهو ليس ضارًا وعادةً ما يختفي خلال ساعات قليلة.
- كيسات المبيض أو اضطرابات المبيض الأخرى: يطلق المبيضان البويضات عند الإباضة. في بعض الأحيان، لا ينفتح الجُريب لإطلاق البويضة. أو يتراجع بعد أن ينفتح وينتفخ بالسوائل، وهذا يسبب كيس المبيض. عادة ما تكون الأكياس غير ضارة وتختفي من تلقاء نفسها. لكنها قد تسبب آلامًا في الحوض وضغطًا وتورمًا وانتفاخًا. وإذا انفجر الكيس أو التوى، فقد يسبب ألمًا مفاجئًا وشديدًا والذي يحتاج إلى مراجعة الطوارئ.
- الأورام الليفية الرحمية: تنمو هذه الأورام على/ أو في جدار الرحم. على الرغم من أنها تسمى أحيانًا أورامًا ليفية، إلا أنها ليست سرطانية. الأورام الليفية شائعة عند النساء في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر وهي عادة لا تسبب مشاكل. لكن قد تعاني بعض النساء من ضغط في البطن، أو آلام أسفل الظهر، أو فترات دورة غزيرة، أو من الألم عند الجماع، أو صعوبة في الحمل. يمكن للطبيب أن يقترح علاجات لتخفيف الأعراض أو تقليص الأورام الليفية أو إزالتها.
- السرطان: مثل سرطان عنق الرحم، سرطان الرحم، وسرطان المبيض
ما هي الأعراض المرتبطة بألم الحوض؟
قد يكون ألم الحوض مصحوبًا بأعراض أخرى أو علامات تحذيرية. تشمل بعض أعراض آلام الحوض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- نزيف مهبلي أو بقع أو إفرازات.
- آلام الدورة الشهرية أو الإباضة المؤلمة
- عسر البول (التبول المؤلم).
- الإمساك أو الإسهال.
- الانتفاخ أو الغازات.
- نزيف المستقيم (نزيف عند التبرز).
- الألم أثناء ممارسة الجنس.
- حمى أو قشعريرة.
- ألم الورك.
- ألم في منطقة الفخذ.
كيف يتم تشخيص آلام الحوض؟
لتشخيص سبب آلام الحوض، سيقوم الطبيب بمراجعة الأعراض والتاريخ الطبي. قد يساعد الفحص البدني أو الاختبارات الأخرى أيضًا في تحديد سبب آلام الحوض. قد تتضمن بعض الفحوصات لإجراء التشخيص ما يلي:
- اختبارات الدم والبول.
- اختبارات الحمل لدى الأشخاص في سن الإنجاب.
- زراعة إفرازات المهبل أو القضيب للتحقق من الأمراض المنقولة جنسيا مثل السيلان والكلاميديا.
- الأشعة السينية للبطن والحوض.
- تنظير البطن (إجراء يسمح بإلقاء نظرة مباشرة على الأعضاء الموجودة في الحوض والبطن).
- تنظير الرحم (إجراء لفحص الرحم).
- عينة من البراز للتحقق من وجود علامات الدم.
- التنظير السفلي (إدخال أنبوب مضاء لفحص الجزء الداخلي من المستقيم والقولون).
- الموجات فوق الصوتية (اختبار يستخدم الموجات الصوتية لتوفير صور للأعضاء الداخلية).
- الأشعة المقطعية للبطن والحوض (فحص يستخدم الأشعة السينية وأجهزة الكمبيوتر لإنتاج صور مقطعية للجسم).
كيف يتم علاج آلام الحوض؟
يعتمد علاج آلام الحوض على عدة عوامل، بما في ذلك سبب الألم وشدته وتكراره. تشمل علاجات آلام الحوض الشائعة ما يلي:
- الأدوية: في بعض الأحيان، يتم علاج آلام الحوض بالأدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية، إذا لزم الأمر.
- الجراحة: إذا كان الألم ناتجًا عن مشكلة في أحد أعضاء الحوض، فقد يتضمن العلاج إجراء عملية جراحية أو إجراءات أخرى.
- العلاج الطبيعي: قد يوصي مقدم الطبيب بالعلاج الطبيعي لتخفيف آلام الحوض في بعض الحالات.
إن العيش مع آلام الحوض المزمنة يمكن أن يكون مرهقًا ومزعجًا. أظهرت الدراسات أن مراجعة طبيب نفسي يمكن أن يكون مفيدًا في كثير من الحالات.