.خاص - قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، إن المؤشرات تؤكد أن الاحتلال بدأ بالتحول إلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية، والتي تعتمد بشكل أساسي على العمليات الانتقائية ضد قيادات المقاومة في غزة ومركز القيادة والسيطرة بدلا من العمليات التقليدية البرية التي تسببت بخسائر كبيرة لقوات الاحتلال.

وأضاف أبو زيد لـ الاردن24 أن ما يعزز هذا الخيار، هي المعلومات التي اعلنت عنها المقاومة أمس بإسقاط طائرة استطلاع للاحتلال من نوع هيرمز 900 في حي الزيتون شمال قطاع غزة، ويمكن ربطه بما حدث في الضاحية الجنوبية من بيروت واغتيال القيادي في حماس صالح العاروري، بالاضافة إلى تزايد استخدام الطائرات المسيّرة خلال الأيام القليلة الماضية.

وبيّن أبو زيد أن الاحتلال بدأ يركّز جهده الاستخباري أكثر في مساحة استهداف قيادات المقاومة السياسية والعسكرية بعد فشل الماكينة الاستخبارية بتحقيق نجاحات تتعلق بالأهداف على الأرض في غزة، حيث أصبحت فاتورة العمل في غزة باهظة وأجبرت الاحتلال على اجراء تحوّل سلس يُخرجه من مستنقع غزة بصورة نصر ولو كان صوريا، لافتا إلى أنه لا يمكن اعتبار عملية اغتيال العاروري انجازا بقدر ما هو هدف للاحتلال تم تحقيقه بعد فشله في تحقيق أي انجاز عسكري في غزة.

وأكد أبو زيد أن المؤشرات تدلّ على أن عملية اغتيال العاروري لن تكون الأخيرة، كما لن تكون نقطة تصعيد من قبل أطراف اقليمية بل ستكون نقطة تهدئة سيدفع باتجاهها الجانب الأمريكي الذي يبدو أنه بات مقتنعا بضرورة إنهاء العمليات العسكرية في غزة بأي شكل من الأشكال للتفرغ للانتخابات الرئاسية التي بدأت تقترب من ناحية، ومن ناحية أخرى لا تريد الادارة الأمريكية تهشيم صورة الردع الاسرائيلي في المنطقة، لذلك ستدعم خيار الذهاب بمبادرة سياسية تنقذ الاحتلال من مستنقع غزة وتحفظ صورة الردع الاسرائيلي في المنطقة، مرجّحا أن تكون زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن القادمة بهدف الدفع باتجاه هذا الخيار.