اسرائيل تدق ابواب افريقيا لتهجير الفلسطينيين
.
اصبح الحديث عن الخطط الاسرائيلية والاهداف الاستراتيجية لحكومة الاحتلال، الاكثر تطرفا وتشددا وعنصرية وفاشية ودموية في تاريخ الكيان الغاصب،عن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية علنيا واكثر وضوحا،يتناوله الوزراء النازيون مثل بن غفير وسموتريتش وغيرهما ،ويعلنون النوايا والاهداف الاسرائيلية حول الترانسفير الجماعي للفلسطينيين بكل صراحة وعلى الملأ.
وبعد ان اصطدم هذا المخطط الاجرامي، برفض عربي شامل وقاطع ،وعدم الاستعداد لاستقبال مهجر فلسطيني واحد ،وخاصة الاردن ومصر ودول الخليج العربي،وذهب الاردن ابعد من ذلك، عندما اعلن رسميا ان اي عملية تهجير للشعب الفلسطيني ،سوف يعتبرها اعلان حرب من طرف اسرائيل ،وانه سيتعامل مع التهجير من هذا المنطلق،بدأت حكومة الاحتلال المجرمة ،البحث عن اماكن اخرى يمكن تهجير الفلسطينيين اليها ،فوقع خيار بعض الوزراء فيها على دول افريقية ،وتجري حكومة نتنياهو حاليا اتصالات مع بعض الدول الافريقية ،لاقناعها باستقبال فلسطينيين من قطاع غزة ،بعد انتهاء الحرب والعدوان الاسرائيلي على القطاع.
وتركز حكومة الاحتلال حاليا ،على تدمير الحياة في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية ،تطبيقا لنفس المخطط والنهج في قطاع غزة،لانها في الخطوة الاولى ستعمل على تهجير اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا الى الضفة والقطاع في العامين 47 و 48 من الداخل الفلسطيني المحتل،وفي المرحلة اللاحقة سيتم تهجير السكان الذين تسميهم بالاصليين، من الضفة الغربية وقطاع غزة،وفقا لمخطط التطهير العرقي الارهابي التوسعي.
ومن اجل تنفيذ مخططات التهجير ،تقوم اسرائيل باعدام الحياة كليا في قطاع غزة ،من خلال الابادة الجماعية للمواطنين الفلسطينيين ،وتدمير جميع مرافق الحياة الصحية والتعليمية والغذائية والمائية والطاقة والدوائية والعلاجية ،والبنية التحيتية ،وحرق الارض وانهاء قابليتها للحياة ،ووضع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، امام خيارين لا ثالث لهما ،اما الموت واما الرحيل خارج القطاع.
لجأت اسرائيل الى البحث عن دول افريقية لتهجير الشعب الفلسطيني اليها،لانها بعيدة جدا جغرافيا عن فلسطين،ولا يستطيع الفلسطينيون من هناك مواصلة نضالهم ضد الاحتلال،وان الفلسطينيين هناك سيواجهون مشاكل كثيرة مع القبائل الافريقية ،وسيدخلون معها في حروب وصدامات وصراعات كثيرة،ولن يكون لديهم الوقت الكافي للتفرغ لمقاومة الاحتلال،والبعد عن فلسطين قد يجعل الاجيال القادمة تنسى الوطن الفلسطيني ،كما راهنوا في السابق،هكذا تفكر حكومة الاحتلال الفاشية.
لكن غاب عن تفكير تلك الحكومة ان الفلسطينيين اذا اتيحت لهم حرية الحركة،فانهم سوف يصنعون قنابل نووية واسلحة كيماوية وبيولوجية وغيرها ،ويمسحون الكيان الغاصب من الوجود.
التصريحات التي يطلقها ارهابيو الاحتلال،حول مستقبل غزة بعد الحرب ،كلها للاستهلاك الاعلامي،لانهم يخططون للتهجير ولا شيء غير التهجير،لان حكومة الاحتلال الفاشية الحالية،مقتنعة بأن اي حكومة تأتي بعدها ،لن تكون متشددة ومتطرفة ويمينية ومجرمة مثلها،ولن تنفذ المشاريع والمخططات التي وضعتها هي على اجندتها،وخاصة التهجير،لذلك نراها تستعجل القيام بهذا المخطط الاجرامي ،وهي تطرحه وتناقشه وتضعه كخيار استراتيجي لها ولأمنها.
السؤال المطروح ،هل الدول العربية ترفض تهجير الفلسطينيين اليها ،ام ترفض التهجير بشكل عام الى اي مكان،وكيف سيكون موقفها ،اذا اقدمت اسرائيل على نقل الفلسطينيين من قطاع غزة بواسطة السفن الى دول خارج الشرق الاوسط،وهل سيختلف موقفها من التهجير عن موقفها من الابادة الجماعية لسكان قطاع غزة واعدام الحياة في القطاع.
نحن امام مشهد يزداد تعقيدا وخطورة يوما بعد يوم،وتدفع به حكومة الاحتلال نحو الفوضى والحروب الاقليمية ،لانها لا تجد مخرجا لنفسها غير الحرب الاقليمية ،واطالة امد الحروب ،لعدة اسباب اهمها ،اعادة الاعتبار لجيش الاحتلال المهزوم،وتجنب سقوطها والانتهاء برئيسها ووزرائه والقادة العسكريين والامنيين في السجون.