مجلس الأمن وغزة
لطالما عقدت اجتماعات في مجلس الأمن الدولي لإدانة الاحتلال الإسرائيلي، لكن في كل مرة يقدم مشروع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، يفشل مجلس الأمن في استصدار قرار ولو هزيل يدين جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي، والسبب يرجع إلى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الذين يسيطرون على قراراته، فكل عضو لديه حق في نقض أي مشروع وإفشاله إذا لم يصب في مصلحة دول أعضاء الدائمين.
لذا فإن مجلس الأمن في أكثر من مرة يجتمع في محاولة للخروج بقرار يهدف إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة ودخول المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية لأهالي القطاع، يلغيه الفيتو الأمريكي الذي يقف وبكل إصرار مع الجانب الإسرائيلي بل يسانده ويؤيده سياسياً وعسكرياً، يقدم له المساعدات العسكرية بشكل كبير ومن غير قيود.
ومع كل محاولة لإدانة الأعمال الوحشية الإسرائيلية باجتماع مجلس الأمن، تعقد الآمال على حماية الغزيين وخلاصهم من القصف العشوائي المتواصل، يقف الفيتو الأمريكي حجر عثرة في وجه الآمال التي يرجوها المجتمع الدولي لإنقاذ أرواح أهالي القطاع، فأعداد الشهداء والجرحى خاصة الأطفال والنساء بارتفاع مستمر، أضف إلى ذلك الدمار الذي لحق بالبنى التحتية من منشآت ومؤسسات حكومية ومدنية.
فمنذ نشأت الكيان الإسرائيلي لم يستطع مجلس الأمن الدولي التوصل إلى صيغة توافقية تدين الاحتلال الإسرائيلي وتطالبه الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والكف عن القتل الممنهج بحق المدنيين الأبرياء والاعتقال التعسفي لهم، لكن الفيتو الأمريكي أو البريطاني أو الفرنسي يحول دون توصل مجلس الأمن الدولي لقرار يعلي الحق الفلسطيني وينهي المعاناة التي عاشها ويعيشها أهالي فلسطين على مدى عقود من الزمن.
ومع تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية الوحشية على المدنيين في قطاع غزة، يستمر الدعم الأورو- أمريكي لإسرائيل غير مكترث بنداءات المجتمع الدولي بضرورة إنهاء الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين. تبقى الآمال معقودة على قرار جريء من المجتمع الدولي ينهي الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع، وكيف يتم ذلك إذا كان القطب الأوحد يسبح عكس تلك الآمال ويزرع في قلوب الأحرار الخوف من استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية من قصف مروحي ومدفعي وغارات لا تنقطع ليل نهار تصب على رؤوس المواطنين الغزيين الآمنين في نية مبيتة لإبادة جماعية موسعة، ومجلس الأمن يقف متفرجاً بلا أي خطوة تحمي سكان غزة من استباحة دمائهم وممتلكاتهم.