منتدون في جامعة البترا: توحيد الجبهة الداخلية الأردنية ومنعة الأردن داعمان لتقوية الموقف الفلسطيني
اجمع المشاركون في ندوة "دور الأردن والهاشميين في الدفاع عن القضية الفلسطينية" على أن قوة ومنعة الأردن يعززان قوة القضية الفلسطينية، وأن الأردن يقود حربًا سياسية لصالح القضية الفلسطينية، وأن العمل على تحصين وتوحيد الجبهة الداخلية الأردنية، وتعزيز منعة الأردن ضد الاستهدافات الخارجية يزيدان من فعالية قدرة الأردن على الدفاع عن القضية الفلسطينية.
واستضافت جامعة البترا في حرمها الجامعي الندوة الحوارية التي نظمتها جمعية فرسان التغيير تحت رعاية رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وتحدث فيها الأمين العام لحزب إرادة الوزير السابق نضال البطاينة، ووزير المياه والري السابق معتصم سعيدان، وأدار الندوة الدكتور ليث القهيوي.
وقال رئيس جامعة البترا الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم: " إن موقف الأردن ممثلا بقائد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين كان واضحا منذ اللحظة الأولى في التصدي لمحاولات التهجير، ودعم الشعب الفلسطيني سياسيًا، ودبلوماسيًا، وصحيًّا، وإنسانيًّا".
وأضاف عبد الرحيم: "كان الأردن ساحة رحبة للتعبير عن الغضب الشعبي أمام هذه الممارسات اللاإنسانية، وقاد جلالة الملك جهودا سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة في حشد الرأي العالمي لمساندة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على ثرى فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف، بالإضافة إلى المستشفيات الأردنية العاملة في قطاع غزة التي تعرضت لبطش الاحتلال".
وقال الوزير الأسبق نضال البطاينة إن دور الأردن والهاشميين يجتمعان في بوتقة واحدة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعمها، مستشهدًا بمواقف الأردن منذ بدء الحرب على غزة، حين قاد الأردن حربًا سياسية تمثلت بلقاءات جلالة الملك بالعديد من رؤساء العالم لحشد الرأي العام العالمي، وأيضًا ما اتخذه الأردن من إجراءات تمثلت بسحب السفير الأردني، والمطالبة بعدم عودة السفير الإسرائيلي إلى الأردن، بالإضافة إلى إرسال المساعدات الطبية والمادية، وما يبذله الطاقم الطبي في المستشفيات الميدانية في فلسطين.
ودلل البطاينة على موقف الأردن الحازم تجاه الجرائم الإسرائيلية مستشهدًا بتصريح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مقابلة تلفزيونية قال فيها: إن اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية ستكون وثيقة على رف يغطيه الغبار في خضم ما ترتكبه إسرائيل من جرائم.
وأضاف البطاينة: إن ما تقوم به إسرائيل هو محاولة فرض واقع جديد تسعى من خلاله إلى تهجير الفلسطينيين قسريًا من غزة، ومحاولة تهجير الفلسطينيين من الضفة، قائلاً: إن الأردن تصدى لتلك المساعي وأحبطها، مشيرًا إلى أن قوة دعم الموقف الأردني للقضية الفلسطينية يتطلب العمل على تعزيز قوة الأردن الداخلية، مشيرًا إلى أن تعزيز الحياة الحزبية في الأردن سيزيد من قوة الأردن، وبالتالي دعم موقفه في مساندة الفلسطينيين.
وتحدث الوزير الأسبق الأستاذ الدكتور معصتم سعيدان عن موضوع المياه، وتأثيره في الأردن مؤكدًا أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه في الأردن سيمنح الموقف قدرة على الاستمرار بدعم القضية الفلسطينية ودعمها بشكل أكبر، قائلًا: "إن الأردنيين على استعداد للعطش، مقابل عدم الرضوخ لأي إملاءات خارجية أو املاءات من الكيان الصهيوني".
وجاء حديث سعيدان تعليقًا على كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نيفتالي بينيت، الذي حاول تهديد الأردن عندما اعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عدم التوقيع على اتفاقية لتبادل الطاقة بالمياه مع إسرائيل. يقول بينيت: " إن لدى إسرائيل مصادر طاقة كافية لتوليد الكهرباء، لكن الأردن لا يملك ما يكفي من المياه لشعبه، لقد فعلنا ذلك لمساعدة جيراننا المتعطشين للمياه، وإذا كان قادة الأردن يريدون أن يعطش شعب الأردن، فهذا حقهم".
وقال سعيدان إن ملف المياه يمنحنا إضاءات على طريقة تفكير الكيان وأدواته للسيطرة على الأرض، خاصة المياه؛ إذ سعى الكيان في الماضي عند توقيع اتفاقية السلام مع مصر إلى الحصول على حصة من مياه النيل، وعندما فشل في ذلك، توجه إلى أثيوبيا ودعمها لبناء سد النهضة كما قام بتزويدها بنظام القبة الحديدية لحماية السد، مضيفًا أن معظم الشركات العاملة في المشروع هي شركات صهيونية.
وقال سعيدان إن تحقيق الأردن الاكتفاء الذاتي من المياه يعزز من قوة الأردن ومنعته بما يساهم في دعم القضية الفلسطينية.
وقال الدكتور ليث القهيوي: " إن الأردن كان رأس حربة في الدبلوماسية والسياسة والسعي نحو كسب التأييد والرأي العام، عبر الجولات التي قام بها لتغيير الرأي العام الدولي نحو وقف الحرب على أهلنا في غزة مشيرًا إلى ضرورة تناغم الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي والاستمرار في رص الصفوف وتوحيدها في المرحلة المقبلة لمواجهة التحديات الراهنة السياسية والاقتصادية والمستقبلية.