من سيدير غزة؟



من سيدير غزة ،سؤال تصر على طرحه الادارة الامريكية بشكل دائم ،رغم انه ليس في مكانه ولا في اوانه،ما دامت الحرب مستمرة ،والاجابة عليه تخضع لافتراضات واجتهادات بكل تأكيد لن تنسجم مع الرغبات والاهداف الاسرائيلية.

مخرجات الحرب هي التي تحدد وترسم شكل السيناريوهات لمستقبل قطاع غزة،وتحدد المواضيع التي سيتم بحثها ومع من سيتم بحثها ومن سيشارك في بحثها، واين ومتى وكيف ،وتجيب على كل الاسئلة الاخرى المتعلقة بمستقبل قطاع غزة،ولا يجوز طرح هذا السؤال قبل الوقف الكلي والشامل للحرب ومعرفة نتائجها بالكامل.

لكن الدور العربي المفقود والذي يجب ان يعود ،لا بد ان يستنهض الهمة العربية الغائبة تماما عن المشهد،وان يتوسع سؤال من سيدير غزة ليشمل كل تفاصيل القضية الفلسطينية والاراضي المحتلة ،ويفتح الابواب والافاق نحو حل كامل وعادل وشامل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وانهاء حالة الحرب والتوجه نحو الاستقرار والامان والامن والازدهار لشعوب ودول المنطقة كافة.

الولايات المتحدة الامريكية تدعي انها تعمل على تحقيق حل الدولتين، وهي التي تمنع وتعيق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،وهي التي تعارض وقف الحرب على غزة ،وهي تقود الحرب وتوجهها وتشارك بها عمليا وتخطيطا وتسليحا وتمويلا ،وتدافع عن الجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في مجلس الامن الدولي، وفي محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ،وتؤمن الغطاء السياسي والقانوني لهذه الجرائم التي لم تشهد البشرية مثيلا لها عبر التاريخ.

الموقف العربي يجب ان يكون موحدا وواضحا ومعلنا ،وان يقوم على مبدأ واحد ومحدد،وهو ان التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني ودماء الاطفال والنساء والشيوخ التي سالت وتسيل،والدمار والخراب الذي الذي احدثه ويحدثه العدوان الاسرائيلي ،يجب ان يفضي الى فتح الافاق لحل سياسي ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، على اساس مبدأ حل الدولتين ،كما تنادي الادارة الامريكية اذا كانت نواياها صادقة .

كما ان اية ترتيبات تتعلق بمستقبل غزة والضفة الغربية ،لا يجوز القفز بها عن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ،والقيادة الفلسطينية ،ولا يجوز ان يقتصر الدور العربي على الوساطات والتوسط كما هو الان،بل يجب ان يتصدر المشهد وان يكون اقوى من ما هو عليه الان.

الحرص الامريكي على عدم توسع دائرة الصراع ،واشتعال حربا اقليمية، هدفه المصلة الاسرائيلية فقط لا غير،واستمرار استفراد اسرائيل بقطاع غزة والضفة الغربية ،ومواصلة عدوانها وحربها الضروس على الشعب الفلسطيني،والابادة الجماعية في غزة والضفة.

آن الاوان للدول العربية ان تحدد موقفها، وترفع صوتها، وتعلن وتطالب بكل قوة وشجاعة،بوقف كامل وشامل للحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ،وانهاء الحصار الذي يقتل الفلسطينيين ببطء ،خاصة ان اكثر من ستين الف جريح واضعاف هذا العدد من المرضى مرشحون للموت تباعا ،بسبب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.