عاجل - وصفي التل نصح باتباع حرب المقاومة



كتب الفريق ركن متقاعد موسى العدوان - 


يقول الصحفي ممدوح حوامدة في كتابه بعنوان : " وصفي التل بين الماضي والحاضر" ما يلي وأقتبس :

" بعد هزيمة حزيران 1967 بخمسة أيام، كنت أتحاور مع وصفي التل، حول ما يخبئه المستقبل للأمة العربية . . كانت الهزيمة صاعقة وقاسية ومذهلة، حتى أنها حطمت ليس المعنويات فحسب، بل والقدرة على التفكير . . !

كان وصفي يومها رئيسا للديوان الملكي، وكان المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر، يعلن استقالته وتخليه رعن المسؤولية في ذلك الحين، ليترك لغيره قيادة المسيرة المجهولة للمستقبل الكالح.

كان الجميع في حالة استسلام، همسات الصلح والحلول السلمية بدأت تتحول إلى حديث بلا حرج.

سألت وصفي عن رأيه في الحل، الذي يمكن أن يحفظ للأمة العربية ماء وجهها وكرامتها . . وذهلت وأنا أستمع للجواب. كان في ذلك الوقت وتلك اللحظات جوابا نشازا. قال بإصرار وحزم وهو مقطب الجبين : " لا حل ولا كرامة إلاّ بالقتال . . !

وعجبت من أمره، فقبل الهزيمة كانت تتعالى كل الأصوات، في مختلف أنحاء العالم العربي، من المحيط حتى الخليج، جميعها تنادي بالحرب ومقاتلة إسرائيل، إلاّ وصفي التل الذي كنت أسمعه يعارض الفكرة ويقول: هذا ليس هو الزمان الذي نستطيع فيه محاربة إسرائيل . . !

وعندما سمع وصفي التل تعجبي وتساؤلي قال: عندما كنت أرفض مقاتلة إسرائيل، كنت أرفض ذلك بشعور مسؤول . . كانت بين يديّ، كما كانت بين أيدي معظم المسؤولين العرب، الحقائق والأرقام التي تؤكد بأن أية معركة في ذلك الحين، ستكون لمصلحة إسرائيل.

أما اليوم فإنني أتحدث بشعور المواطن، بشعور المناضل، إنني لن أصدق أن إسرائيل ستقبل التنازل عن شبر من الأرض، إلاّ ويكون ثمنه أمجادنا وكرامتنا وتاريخنا وحياتنا . . !

وإنني لا أقول بقتال الجيوش اليوم، إنني أقول بقتال لا يمكّن إسرائيل أن تقطف ثمار عدوانها واحتلالها. إنني على استعداد أن أقوم بتشكيل فرق من المقاتلين لا يزيدون على المئتين، وأعبر على رأسهم النهر، وأتمركز في منطقة جنين والحولة وطبريا، تلك المناطق التي سبق أن قاتلت فيها عام 1948. وإني على قناعة، أنني بالتعاون مع فرق أخرى في بقية المناطق، سنعيد ما فقدته الجيوش العربية . . ! ".

رحم الله وصفي التل، الذي أحب الأردن وأهله، وعمل مخلصا من أجلهما.


التاريخ : 9 / 1 / 2024