عاجل - خبيران اقتصاديان: كوارث في موازنة 2024.. ولا بدّ من تغيير النهج الاقتصادي



مالك عبيدات - انتقد خبيران اقتصاديان عدم إعداد الحكومة موازنة استثنائية لسنة 2024 بدلا من مشروع الموازنة الذي قدّمته لمجلس النواب، مشيرين إلى أن الموازنة المعروضة لا تتناسب مع الأزمة العميقة التي يمرّ بها الاقتصاد الوطني والاقليم بشكل عام، كما أنها لم تتضمن أي خطة تنموية.

وقال الخبيران لـ الاردن24 إن مشروع الموازنة المعروض حاليا على مجلس الأمة هو مشروع لتسيير الأعمال، من خلال تحصيل الايرادات والقروض لدفع التزاماتها، وهو ما تقوم به جميع الحكومات منذ سنوات.

وأكد الخبيران الهيئات والمؤسسات المستقلة أصبحت تشكل عبئا كبيرا على خزينة الدولة.

الكتوت: كوارث عديدة!

وأكد الخبير الاقتصادي العريق، الدكتور فهمي الكتوت، أن الأصل بالحكومة كان تقديم موازنة استثنائية تتضمن خطة تنموية، وليست كالموازنات السابقة التي حمّلت المواطنين عبئا بنسبة 11% سنويا، وتسببت بانكماش الاقتصاد الوطني.

وأضاف الكتوت لـ الاردن24 أن الموازنة تحمل العديد من الكوارث، منها ارتفاع العجز عن (2) مليار دينار، مرجّحا أن يكون الرقم أعلى من ذلك بكثير بسبب الهيئات المستقلة.

وبيّن الكتوت أن الوضع الاقتصادي سيء، حيث ارتفعت المديونية إلى ما يزيد عن (40) مليار دينار، وهو ما رفع خدمة الدين إلى أكثر من (2,5) مليار دينار، وساهم بتفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والفقر في ظلّ عدم دعم القطاعات الانتاجية مثل الصناعة والزراعة، مشيرا إلى أن معدل النمو الاقتصادي الحقيقي أقلّ من المؤمّل.

وانتقد الكتوت خطة الانفاق الرأسمالي للحكومة، والذي قال إنه تضمن بنودا غامضة؛ (135) مليون اشغال وانشاء، و(66) مليون صيانة، فيما تم رصد (300) مليون تحت بند إعانات لمؤسسات عامة، كما انتقد الانفاق الباذخ للحكومة وكأننا في دولة نفطية.

زوانة: موازنة لتسيير الأعمال

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي زيان زوانة إن مشروع موازنة عام ٢٠٢٤ لا يعدو كونه مشروع تسيير أعمال يقوم على "تحصيل الإيرادات والقروض" لتستطيع الحكومة من دفع التزاماتها، مشيرا إلى أن الموازنة لم تتغير منذ سنوات طويلة بالرغم من تغيّر الظروف.

وأضاف زوانة لـ الاردن24 أن الموازنة لم تتضمن أية بنود لمواجهة الظروف الطارئة في ظلّ ما تواجهه المنطقة من حروب وأزمات، ما سيدخلنا في المستقبل بمشاكل متعددة، سواء على المدى المنظور أو البعيد.

وحذّر زوانة من انفجار بالون الدين العام في وجهونا بشكل مفاجئ إذا استمر هذا النهج في الادارة الحكومية للملف الاقتصادي، مشيرا إلى أن استمرار الاقتراض يجعل هذا "البالون" قتبلة موقوتة.

وختم زوانة حديثه بالقول إن الظروف تفرض علينا الخروج من النهج الاقتصادي القائم على الاقتراض لتسديد العجز دون إحداث أي اصلاح حقيقي.