موقف دولي داعم لحل الدولتين
تفاعلت المواقف الدولية بشكل اكثر جدية واهتماما وتسارعا،خلال الفترة الاخيرة ،مع طرح حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس مبدأ حل الدولتين،والتركيز على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتبعت دول الاتحاد الاوروبي واستراليا ودول اخرى عديدة في العالم،الموقف الامريكي الذي جاء على لسان الرئيس جو بايدن،الذي دعا الى اقامة دولة فلسطينية ،كحل وحيد لانهاء الصراع واحلال الامن والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الاوسط ،الامر الذي يعني ان الولايات المتحدة هي صاحبة القول الفصل في انهاء او اطالة امد الصراع في المنطقة،من خلال تأثيرها المباشر على الاحتلال،وقيادة وتوجيه دول العالم،وان الدول الاوروبية وغيرها في العالم تنساق خلف الموقف الامريكي ،وتتبناه وتؤيده وتصوت له.
الحراك الدولي القائم حاليا ،الذي ينادي باقامة الدولة الفلسطينية،بغض النظر عن الموقف الاسرائيلي ،وخاصة موقف نتنياهو وزمرته الفاشية،يجب اسناده والتفاعل والتعامل معه ايجابيا فلسطينيا وعربيا ،والبناء عليه ودعمه سياسيا ودبلوماسيا ،واستغلاله واستثماره بشكل مناسب ،من خلال حراك عربي فلسطيني مساند ومؤازر للطرح والفكرة والجهد الاوروبي في هذا الاتجاه.
ومن المفيد الرد على موقف نتنياهو وحكومته الفاشية،الرافض للطرح والدعوة الامريكية والاوروبية والدولية لاقامة الدولة الفلسطينية،من خلال الضغط على دول الاتحاد الاوروبي،ومطالبتها بالاعتراف جماعيا رسميا وقانونيا اعترافا كاملا بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،وان كانت تحت الاحتلال،ووضع هذا الخيار الجدي امام الدول الاوروبية وغيرها التي تؤيد اقامة الدولة الفلسطينية،لوضع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تحت الامر الواقع ،وكسب التأييد الدولي عمليا ،بالاعتراف الرسمي المباشر بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،ورفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الامم المتحدة من عضو مراقب الى دولة كاملة العضوية،حيث يستحيل بعد ذلك التراجع عن هذا القرار الدولي الجماعي.
تعلم اوروبا وامريكا والعالم اجمع ،ان الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين آخر احتلال على كوكب الارض،ويجب ان ينتهي ،ومن الضروري ان يهبط الكيان الغاصب من اعلى الشجرة الى الارض، بسواعد امريكية واوروبية لضمان وصوله الارض بسلام،ولا يجوز ان يبقى الاحتلال فوق القانون مرفوعا على الاكتاف الامريكية والاوروبية.
الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال منذ ستة وسبعبن عاما،لا يريد ان يسمع خطابات وتصريحات ،وانما يبحث عن ترجمة عملية لها ،تعيد له حقوقه وتمنحه حق تقرير المصير في الحرية والاستقلال،وهذا يتطلب ان تقوم اوروبا وامريكا بخطوات عملية جريئة بالضغط على الاحتلال،واجباره على الاستجابة والموافقة على مبدأ حل الدولتين كخيار وحيد لانهاء الصراع في المنطقة.
ومن الملاحظ ان هناك تطورا ولو كان بطيئا،في المواقف الاوروبية ،خاصة تلك التي تدعو الى فرض عقوبات على الكيان المحتل ،في حال استمر برفض التوجه الدولي لحل الصراع باقامة دولة فلسطينية مستقلة.
لم تعد امام نتنياهو وحكومته خيارات لتجنب السقوط والاندثار،اما التوجه الى صناديق الاقتراع مبكرا،والسقوط هنا مؤكد،او مقاومة الضغوط الامريكية والاوروبية والتصدي لها، اذا كانت جادة فعلا،وهنا ايضا القدرة لدى حكومة الاحتلال معدومة.
وعلى الدول العربية خصوصا، ودول العالم عموما ،ان تتنبه الى ان قطاع غزة يتلاشى شيئا فشيئا ،ويزال تدريجيا من الوجود،والتهجير الشامل والكامل لأكثر من مليوني فلسطيني من القطاع، بات قاب قوسين او ادنى ،كل ذلك بفعل الحرب الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لليوم التاسع بعد المئة دون توقف،وما يرافقها من حصار خانق وقاتل،وتدمير كل مقومات واسباب الحياة.