الإنتاج الفني لـ"دراما المراهقين" بمعزل عن الواقع


استطاعت الدراما والسينما العربية خلال السنوات الماضية معالجة قضايا اجتماعية وسياسية وتاريخية ومأساوية حتى، وسط شح في إنتاج أعمال تتناول "دراما المراهقين".

 

وليس من الصعب ملاحظة نقص الإنتاج الدرامي والسينمائي العربي الموجهة إلى "المراهقين والأطفال"، ما يضطرهم إلى اللجوء لجملة الإنتاجات الغربية، وما تقدمه المنصات الرقمية مثل نتفلكس وغيرها، والتي عادةً ما تصاغ بأبعاد غربية بعيدة عن عادات وتقاليد المنطقة العربية.

 

أعمال عربية.. لا تشبه الواقع

ومن بعض المحاولات العربية التي ظهرت مؤخراً مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" ومسلسل "جن"، ويرى البعض أن العملين مجرد تقليد لأعمال غربية لا تعبر عنالواقع العربي.


ويتحدث الناقد الفني عصام زكريا لـ24 عن شح إنتاج دراما المراهقين في العالم العربي، وكثافة إنتاجها لدى المنصات الرقمية الغربية قائلاً: "المنصات الغربية تهتم بدراما المراهقين لعدة أسباب".
ويتطرق زكريا للأسباب التي جعلت من دراما المراهقين مادة درامية يسهل التطرق لها في المنصات الغربية ويقول: "المجتمعات الغربية أدركت أهمية الاستثمار في التربية والتعليم، لذلك تطرح دراما المراهقين بدقة، وتستعرض قضاياهم بشكل قريب من واقعهم".

اهتمام الغرب بالمراهقين

ويضيف زكريا "السبب الآخر، إدراك الغرب أن المراهقين هم مفتاح المستقبل، وبالتالي هذه المجتمعات تولي أهمية كبيرة لسن المراهقة، وتستفيض بطرح مشاكلها النفسية والاجتماعية".
ويعرّفُ أبناء الجيل الحالي بـ "جيل الألفا"، ويتميزون بشخصية مستقلة وتتيح لهم التكنولوجيا اختيار ما يرغبون بمشاهدته، لذلك يشير زكريا إلى أن القائمين على الإنتاجات الغربية يدركون طبيعة الجيل الحالي ويضعون بحساباتهم، كيف يتوجهون إليه سينمائياً ودرامياً ومن أي منفذ".


ويختتم الناقد الفني عصام زكريا حديثه لـ24 مُتمنياً من "السينما والدراما العربية الاهتمام بصناعة أعمال تخص قضايا الشباب والمراهقين، وتكثيف الإنتاج الدرامي الذي يعالج مشاكلهم في هذه المرحلة، في سياق درامي قريب من الواقع".