غضب لوداع كأس آسيا وإيمان بمنتخب شاب.. السعوديون حائرون: نفرح بالمستوى أم نحزن للخسارة؟
مشروعنا أكبر مع مانشيني، ورايتنا إلى مونديال 2036، نمر بمرحلة إحلال وتجديد، ندعم الجيل الشاب، بهذه العبارات استقبلت الجماهير السعودية خسارة الأخضر أمام كوريا الجنوبية والخروج الصادم من بطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023.
"يا سعودي جينا من كل مدينة"، هذه الكلمات التي كانت الهتاف الأبرز الذي زلزل ملعب المدينة التعليمية طوال 120 دقيقة، لم تكن مجرد هتاف فقط، وإنما حقيقة واقعة في ظل وجود أكثر من 43 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات، غالبيتهم من السعوديين الذين جاؤوا من كل مناطق ومدن المملكة لمساندة منتخب بلادهم.
ورغم لمسة الحزن في عيون الجماهير السعودية، فإن ردود فعلهم على الخسارة ووداع البطولة القارية للمرة الثانية تواليا من ثمن النهائي، جاءت متوازنة في ظل سيناريو عودة كوريا الجنوبية وإدراك التعادل في الدقيقة الـ99، ومن ثم الفوز بركلات الجزاء (4- 2).
وعقب صافرة نهاية اللقاء، جلس صالح اليامي وابن عمه محمد وصديقهما محمد حسين الذين حضروا من "أبها" جنوب المملكة لمساندة الأخضر، في مقاعدهم بالمدرجات غير مصدقين الخسارة والنهاية الدرامية الحزينة، والتي كانت من الممكن أن تكون سعيدة لو احتسب حكم المباراة وقتا بدل عن ضائع أقل.
ويوضح صالح اليامي، أنه وأصدقاءه دبروا أموال الرحلة بصعوبة خاصة أنهم خريجون جدد وليس لديهم عمل إلى الآن، واستقلوا الطائرة من أبها إلى الدمام لمدة ساعتين، ومن ثم قاموا باستئجار سيارة استقلوها حتى الدوحة لمدة 5 ساعات ولمسافة نحو 350 كيلومترا.
مرحلة بناء
ويقول صالح للجزيرة نت إنه بالرغم من الخسارة، فإن المنتخب يستحق أن ندعمه في أي مكان، وسنظل خلفه خاصة أنه حاليا يمر بمرحلة بناء وتغيير جلد، في ظل ضم عناصر شابة تحتاج لاحتكاك وكسب للخبرات.
ويضيف أن اللاعبين قدموا ما عليهم في الملعب، ولكن كان هناك عدم توفيق على صعيد إنهاء بعض الهجمات أو تغييرات المدرب روبرتو مانشيني التي أدت إلى تراجع الفريق داخل الملعب.
ورغم الإخفاق لـ4 نسخ متتالية في الوصول إلى الأدوار المتقدمة، سنظل ندعم المنتخب والمدرب واللاعبين الشباب لإنجاح هذه التجربة وتكملة مشروع تطوير كرة القدم السعودية قبل استضافة النسخة المقبلة من البطولة الآسيوية أو بطولة كأس العالم، وفقا لصالح.
أما المشجع محمد اليامي فشدد على أن اللاعب السعودي المحلي ليس بجودة لاعبي منتخبات الصف الأول في آسيا (كوريا الجنوبية، واليابان، وإيران، وأستراليا) الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية.
ويقول اليامي للجزيرة نت إن وجود 10 لاعبين في كل ناد سعودي بالدوري المحلي، لا يعطي فرصة للاعب السعودي، خاصة في ظل استقطاب لاعبين أجانب على مستويات عالية في الدوري السعودي خلال الموسمين الأخيرين.
تحديث كأس آسيا قطر 2023
دعم وتأييد
ويضيف أن التغيير الكبير الذي طرأ على تشكيلة الأخضر بضم لاعبين شباب واستبعاد لاعبين خبرة، أثر على المستوى العام، ولكن يجب أن نتخطى هذه المرحلة، وندعم هذا الجيل ونؤيد هذه التجربة مع الإيطالي مانشيني، الذي جاء بمشروع لتطوير كرة القدم السعودية.
فيما يرى محمد حسين أن تصريحات المدرب مانشيني قبل البطولة وضعت اللاعبين تحت ضغط، فضلا عن عدم ضمه للاعبين أصحاب الخبرة، وهو ما ظهر جليا في الدقائق الأخيرة من اللقاء، حيث افتقد الأخضر للاعب القادر على الاحتفاظ بالكرة ونقل الهجوم في ملعب المنافس.
ويقول حسين للجزيرة نت إن تغيير سالم الدوسري كانت نقطة تحول في المباراة، حيث تحرر الدفاع الكوري وبات الخط الأول في الضغط وبناء الهجمات، في المقابل لم يجد لاعبو الأخضر من يوجههم في الملعب أو من يرفع الضغوط عنهم.
بدوره، أبدى المشجع السعودي إبراهيم حفظي عدم ندمه لقطع مسافة تصل إلى نحو ألفي كيلومتر بسيارته من أجل مساندة منتخب بلاده، معتبرا أن اللاعبين لم يقصروا في الملعب، وقدموا ما عليهم ولكن خبرة لاعبي كوريا الجنوبية وفي مقدمتهم سوون هيونغ مين هي من حسمت المباراة لصالحهم.
ويقول حفظي للجزيرة نت إنه حضر رفقة 3 من أصدقائه بالسيارة من مدينة جازان جنوب غربي المملكة، إلى الدوحة لمساندة ودعم منتخب بلادهم، وإنه دائما ما يذهب خلف الأخضر في كل مكان، وسيستمر في دعمه في كل المناسبات.
مهمة وطنية
رغم أن المنتخب لعب اليوم دون 6 من عناصره الأساسية، فإن اللاعبين الشباب قدموا أداء جيدا، ويستحقون الدعم والوقوف خلف هذ الجيل الجديد، خاصة أن الأخضر يمر حاليا بمرحلة إحلال وتبديل.
راض عن أداء اللاعبين، ولولا بعض التغييرات غير الموفقة في المباراة ما حدث هذا الأمر، ونتوسم الخير في هذا الجيل لتقديم الأفضل مستقبلا، وإنجاح مشروع تطوير كرة القدم السعودية، وفقا لحفظي.
من جهته، يشدد المشجع السعودي سعود العبودي على ضرورة التعامل مع خسارة الأخضر بصورة متزنة، وتحويلها إلى أداة بناء ومصدر قوة لدعم الجيل الجديد من اللاعبين الشباب وإنجاح تجربتهم مع الإيطالي مانشيني.
ويقول العبودي للجزيرة نت إنه لا بد من التعلم من هذه المباراة وأخذ الدروس والعبر والتفكير في المستقبل، خاصة أن كرة القدم السعودية تتطور يوما بعد يوم، والمستقبل مفتوح على مصرعيه أمامها.
مشروعنا أكبر مع مانشيني
وعلى صعيد متصل، رفع صديقا الطفولة عزام المالكي وحديله العامري، راية دعم منتخب بلادهما رغم الخسارة، وشددا على أنه يعتمد حاليا على فكر جديد وجيل من الشباب، وأنه لا بد من مساندة هذا الفكر.
ويقول المالكي للجزيرة نت إن الأخضر يمر حاليا بفترة تغيير جلد، ولا بد من وجود نكسات وعثرات، ولكننا دائما مع المنتخب ندعمه من أجل البناء واستعادة مسيرة الانتصارات.
هذه الخسارة لن تؤثر فينا، مشروعنا أكبر مع مانشيني، ورايتنا إلى بطولة آسيا 2027 المقررة في المملكة، وكذلك كأس العالم 2036، وفقا للمالكي.
أما العامري الذي قطع نحو ألف كيلومتر من جدة إلى الرياض، ليلتقي مع صديقه وليحضرا سويا إلى الدوحة لدعم الأخضر، إن كوريا الجنوبية من أفضل المنتخبات الآسيوية، ومن أبرز المرشحين للقب، وتضم في صفوفها مجموعة من اللاعبين المحترفين في أندية أوروبية كبيرة.
المصدر : الجزيرة