ليست انجازا عظيما


 
وأخيرا وبعد مئة وثلاثين يوما من الحرب العالمية على قطاع غزة،تنجح اسرائيل في تحرير اسيرين لدى المقاومة الفلسطينية،وهي المرة الاولى التي تحقق هذا النجاح منذ السابع من اكتوبر الماضي،لكن الجيش الاسرائيلي قتل حتى الان عددا كبيرا من الاسرى لدى المقاومة ،وهو يقوم بحرب ابادة جماعية في قطاع غزة من اجل تحريرهم،فقد فشل واخفق عشرات المرات قبل ان ينجح مرة واحدة.

لا تعتبر هذه العملية انجازا بطوليا عظيما يحسب لجيش الاحتلال بكل اجهزته العسكرية والامنية والشرطية وغيرها،لأنها حرب،يحصل فيها النصر والهزيمة والتقدم والتراجع والاسر والتحرير والقتل والجرح والتدمير وغيرها،ونتائج الحرب حتى الان تتلخص بهزيمة ساحقة لجيش الاحتلال في كل الاماكن والمواقع والاوقات والظروف ،ولو اخذنا الانتصارات الميدانية التي حققتها المقاومة الفلسطينية،والانجازات التي صنعتها فهي كثيرة جدا،وكبيرة ومؤثرة،ولا مقارنة بين نجاحات المقاومة واخفاقات جيش الاحتلال والضربات الموجعة التي تعرض لها في قطاع غزة.

عندما تشترك جميع اجهزة الجيش الاسرائيلي وقواته البرية والجوية والبحرية والامنية ،والتكنلوجيا الاسرائيلية والامريكية والاوروبية والكندية والهندية والاسترالية وغيرها،والاعمال التجسسية المستمرة ، وتنجح في تحرير اسيرين من 136 اسيرا ،في منطقة مساحتها لا تساوي مساحة شارع في مدينة كبيرة من دول العالم،يتم تغطيتها جوا وبرا وبحرا على مدار الساعة،فان ذلك لا يشكل اي نوع من الانتصارات.

ولا يمكن ان تشكل هذه العملية نصرا للاحتلال،ولا هزيمة للمقاومة ولا اخفاقا لها ،ولن تؤسس لنجاحات اخرى خلال الفترة القادمة من الحرب.

عملت المقاومة على توفير افضل الظروف المعيشية والامان والاقامة للاسرى الاسرائيليين،وتعاملت معهم بفائض من الانسانية والرعاية والاهتمام والحرص،على عكس ما تفعله سلطات الاحتلال وما تقوم به من اجرام وارهاب ضد الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين ،وربما تكون المبالغة من قبل المقاومة في توفير اسباب الراحة والامن للاسرى، السبب الاهم في نجاح عملية تحرير الاسيرين.

ندرك ان الحرب مفتوحة ،وكل الاحداث خلالها متوقعة،لكن يجب ان تكون هذه العملية انذارا تحذيريا وناقوس خطر للمقاومة ،والعمل على تحصين الاسرى في اماكن آمنة واشراف النخبة من قوات المقاومة على حراستهم وأماكن وجودهم،والتسليح الجيد لتلك القوات لمواجهة اي اقتحام قد يتعرض له الاسرى من قبل جيش الاحتلال .

سوف يجعل نتنياهو من هذه العملية نصرا كبيرا،يتباهى به امام العالم والاسرائيليين،ويجيره لصالحه الشخصي ،لكن لا تقاس الامور والنتائج بهذا الشكل،لأن مخرجات الحرب تؤكد ان جيش الاحتلال تهزأ وتحطم وتهشم ،وفقد هيبته وتعرض لهزائم ساحقة في غلاف غزة وفي الميدان داخل قطاع غزة.