حملات المقاطعة
الراحل ليث شبيلات اول من تبنى اردنيا دعوة مقاطعة البضائع والسلع والشركات الامريكية والاسرائيلية.
ويصعب الحديث عن حملات المقاطعة دون التنويه الى شبيلات. و كان مشغولا في النصح الوطني، والدعوة الى الالتزام في مقاطعة السلع الامريكية والاسرائيلية، وقائمة من شركات كبرى داعمة وممولة للاحتلال الاسرائيلي.
البعض قد يخفف ويستخف من ثقافة وفاعلية حملات المقاطعة. احزاب سياسية دينية اردنية وعربية، ومنها الاخوان المسلمين تركب موجة حملات المقاطعة، ولكنها لم تتبن فتوى دينية وشرعية في المقاطعة.
و قد ألحت قوى وطنية على ضرورة الفتوى، ولكن يبدو ان ثمة حسابات مصالح سياسية مرئية ولا مرئية، وتغلب وتطغى على عقلية ومواقف مرجعيات احزاب الاسلام السياسي.
المقاطعة مؤثرة وفاعلة.. والمقاطعة فعل مقاوم وموقف جماهيري رافض وممانع، ومن التعبيرات السلمية للاحتجاج والرفض والتنديد. و من اول حرب غزة، وانطلاق حملات مقاطعة شعبية اردنية للسلع والمنتجات الاسرائيلية والامريكية، قلت انه اضعف الايمان.
في الاردن حملات المقاطعة نجحت، وتحولت الى قطيعة مع المنتج الامريكي والاسرائيلي والشركات الداعمة لحرب غزة. و في اللحظة الاردنية فان المقاطعة ارست ثقافة استهلاكية تستغني عن انماط واشكال من الاستهلاك الهجين والدخيل على مجتمعنا وحياتنا.
و لربما، انه يعطي الاقتصاد فرصة مواتية الى مزيد من الانتاجية والاعتماد على الذات، وسياسة الاكتفاء الذاتي.
للمقاطعة فوائد وطنية كبرى.. وعدا عن الموقف السياسي الرافض للتطبيع والدعم المعنوي الى الاشقاء الفلسطينيين، فان المقاطعة تحقق قوة اقتصادية ذاتية وتمتينا في سياسة الاعتماد على الذات. في بداية حرب غزة بعد 7 اكتوبر العظيم، تابعنا كيف ان «الحمية» دبت في عروق شركات امريكية «ماكدونالز وستاربكس وكارفور وبيبسي كولا ونستلة وكنتاكي» لتقدم الدعم والخدمة للجيش الاسرائيلي. البيانات المالية الصادرة عن شركات امريكية كبرى تدعم اسرائيل توكد انها تعرضت الى خسائر مالية باهظة في العالم العربي والاسلامي.
و رغم ان حكومات عربية حاربت حملات المقاطعة، واطلقت مؤثري السوشل ميديا لمحاربتها، والتحذير من دعوات المقاطعة، وشيطنتها، والتبرج والتباهي في الترويج للشركات والسلع والبضائع المدرجة على قوائم حملات المقاطعة، وزيارة وارتياد مطاعم ومقاه ومولات امريكية وغربية.
محاربة المقاطعة يعني ببساطة قبول اسرائيل والتحالف معها.. وطبعا، اعود واكرر ان المقاطعة بحاجة ماسة الى فتوى شرعية.. والفتوى اقرب الى وجدان وضمائر الناس، وان كانت المقاطعة في جذرها موقف وطني وعروبي، ولكن حتى يزداد الناس ايمانا وثباتا على مواقفهم ولا يتزحزحوا تحت ضغوطات واغراءات اعلام موجه وحملات ترويج مضادة.