أطعموا غزة
ما نشاهده من أعمال قتل وتخريب وإبادة جماعية تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة، ما هي إلا وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، عالم منافق يتظاهر بعدم قدرته على إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها المتطرفة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكأن العالم صار الآن عاجزاً لا يمكنه فرض الوقف الفوري لإطلاق النار، والذي سقط على أثره ما يربو عن التسعة والعشرين شهيداً والآلاف الجرحى، عدا الجوع الذي بدأ يتسلل لإنهاك أجساد الأبرياء من سكان غزة، ولازال العالم يقف موقف المتفرج على الانتهاكات الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي من قتل واعتقال وتجويع وتهجير وتدمير البنى التحتية للقطاع.
نداؤنا لكل أحرار العالم أن يهبوا لإنقاذ أرواح أهالي غزة، وبذل الجهود اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية إليهم بالأخص شمال القطاع، الذي يعاني فيه ساكنيه الأمرين من أجل الحصول على كسرة خبز وشربة ماء نظيف هذا وإن أصبحوا محظوظين وحصلوا عليه.
التاريخ لن يرحم هذا العالم المتخاذل الذي يصطنع العجز مكتفياً بالصمت وفي أحسن الأحوال الإدانة أمام الكارثة الإنسانية التي تجرى على مسمعه ومرآه. فلا يمكن أن يقبل الأحرار في كل بقعة من بقاع العالم، التجويع والتعطيس الممنهج الذي تمارسه حكومة الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشيوخ، مجتمع بأكمله يباد ومهدد بالفناء لا سمح الله، بلا ذنب ولا جريمة سوى تمسكه بحقه في الحياة على أرضه وأرض أجداده، وفي ظل غياب لعقاب رادع بحق دولة الاحتلال الصهيوني التي تحاصر مليون وأربعمئة ألف إنسان، المنظمات الإنسانية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة طالبت وعلى لسان سكرتيرها ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية الغذائية إلى شمال القطاع، والعديد من الحكومات العربية والإسلامية والدولية لازالت تطالب وتحث المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي تمثلها حكومة نتنياهو والتي تعتبر من أشد الحكومات الإسرائيلية تطرفاً وعنصرية منذ نشأت الكيان الصهيوني.
من الصعب أن يبقى الحال المأساوي على ما هو عليه في الحرب الظالمة التي تشن على القطاع. على المجتمع الدولي أن يقف صفاً واحداً في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة الهدف منها القضاء على كل معالم الحياة في غزة، والتجويع أحد الأساليب الخسيسة التي مازالت تطبق في عصرنا الحديث لإخضاع المجتمعات البشرية لأغراض سياسية ضيقة.