المرأة في الإدارة التربوية!!

 ذات يوم، في بداية التسعين، سألني وزير التربية:

هل لدينا سيّدات عظيمات قادرات على إدارة التعليم؟

أجبته: لماذا تريد "عظيمات"؟ وهل لديك " سادةٌ عِظام"؟.

كان تعيين المرأة في وظيفة قيادية أمرًا، أو حلمًا بعيد المنال!

واليوم وبعد ثلاثين سنة، تصدر وزارة التربية، قائمة بقيادات إدارية مرموقة، اشتملت على أكثر من عشرين سيدة، وهذا برأيي أبرز تطوّر تربوي، يعكس حقائق عديدة، ليس أهمها تغيّر نظرة الوزير، بل ذلك الاجتياح النسائي لوزارة التربية، حيث تقاسمت المرأة وظيفة الأمين العام منذ ثلاث سنوات، وبدت تشارك في خجل وظيفة مدير تربية!

إذن؛ نحن أمام تغيرات ليست فقط اجتماعية، بل وتربويه أيضًا! فالتغيّر الجديد ليس كميّا فقط، بل نوعيّ أيضًا. فالتغيّرات القيادية - برأيي- سوف تحدِث تغيّرات راديكالية مؤثرة، وحاسمة في تطوير التعليم!

قديمًا قالوا: ماذا لو حكمت المرأة العالم؟ هل سيكون أكثر أمنًا؟

(01)

ما التغيّرات المتوقعة؟

قد يقال: إن المرأة وصلت بدعم الرجال؛ فمن يحكمون التعليم الآن ذكور سمحوا للمرأة باحتلال مواقع قيادية! وقد يقال: إنه نضال المرأة وتعلمها، ودعم المجتمع لها! وقد يكون كلا الأمرين! لكن يجب أن نضع في الأهمية مسؤوليات جديدة للقياديات، في مقدمتها: دعم المرأة وتمكينها، وتقديم نماذج لنمط جديد من القيادات التربوية الذكورية السلطوية. فما هذه النماذج المأمولة؟

· نموذج لإدارة البهجة والسعادة، وليس الاستعلاء والسلطوية، والاستقواء بالوظيفة.

· نموذج لإدارة الأناقة، والنظافة والترتيب، على غرار ما هو ماثل في مدارس البنات. كنت "شخصيّا" أدعو لوضع مديرات لمدارس الذكور، حتى المستعصية منها!!

· نموذج الجِدّ، والإبداع، والتفوق. وهذا ما اعتدناه من فروق بين مدارس الذكور، ومدارس الإناث.

· نموذج الكفاية والعدالة، وعدم الخضوع للوساطات التي برع الذكور في الخضوع لها؛ خاصة إذا كانت من متنفذين.

· نموذج الشفافية، والشراكة، ومحاربة الصمت التنظيمي، وإدارة الكبت التي خلقت إدارات سلبية؛ "تمسكن حتى تتمكّن!"

(02)

الدعم المطلوب

أغلب الظنّ أن جمعيات المرأة، ولجانها التي "تدّعي" أنها معنيّة بتمكين المرأة، لن تفرح ولن تهنّىء القائدات في وزارة التربية. وأتمنى:

-أن نحتفل بالقيادات الجديدة.

-وأن نعبّر عن الدعم لوزارة التربية في هذا المجال. فالمطلوب: قيادات بنسبة المرأة في الوزارة!

ولن يكون بعيدًا ذلك الوقت الذي تكون المرأة فيه وزيرة تربية، وأن تكون المرأة أغلبية في مجالس التعليم. وهذا برأيي هو طريق التطوير، بعد أن دمّرنا كثيرًا من القيم التربوية،

المرأة التربوية القائدة هي الأمل!

فهمت علي جنابك؟!