الملك في سماء غزة.
ارادة الملك عبدالله الثاني وجرأته وشجاعته وتصميمه واصراره ،تجاوزت كل المخاطر والحسابات والتوقعات وحلقت عاليا،عندما قرر جلالته ان يطير الى السماء الملتهب والمشتعل المليء بالحرائق والنار ،ليشرف بنفسه ويشارك في ايصال المساعدات التي تعني الحياة لأهالي غزة ،ويمد لهم يد العون والمساعدة ،يد القوة والاخوة، ويطمأنهم ان هذه اليد الكريمة المفتوحة لهم ولكل الشعب الفلسطيني ،والمدافعة عنهم وعن حقوقهم ،قادرة على الوصول اليهم وهم في اشد المحن واقسى الظروف ،لتخفف من معاناتهم وترفع من معنوياتهم ،وتؤكد لهم انهم ليسوا وحيدين ولا وحدهم،ولن يطول استفراد العدو بهم.
الملك ضرب اروع الامثلة في الاقدام، ورسم اجمل الصور في الانسانية،وجمع بينها وقدمها الى اطفال غزة ،وهو يجوب فضاءها الذي يغطي فضاء العالم اجمع،وهو الزعيم الكبير الوحيد، الذي تفرد بهذه المهمة العظيمة،كما تفرد بفكرة وتنفيذ عمليات الانزال الجوي للمساعدات الى سكان قطاع غزة،منذ البداية.
لم يسبق الملك زعيم ولن يلحق به زعيم بمثل هذا العمل ،الذي يملأ سماء غزة بالرسائل والمعاني والابعاد،موجهة للاطراف كافة اقليميا ودوليا،وكلها تؤكد ثبات الموقف الاردني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة،وحقه في تقرير مصيره،وان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،هي الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام والامن والاستقرار المستدام لجميع دول وشعوب المنطقة .
قي كل مرة يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لعدوان اسرائيلي،يكون الملك عبدالله الثاني السباق دائما للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ،ويقدم كل ما يستطيع تقديمه لمساعدة الاهل في فلسطين المحتلة،ويبادر بل يكون اول المتبرعين بالدم للجرحى والمصابين الفلسطينيين،وارسال المساعدات الاغاثية المختلفة ،وفي الظروف العادية والطبيعية يستمر جلالة الملك في توجيه الوزارات والمؤسسات ،لتذليل كل العقبات وتقديم كل التسهيلات لأبناء الشعب الفلسطيني في جميع المجالات والاوقات.
الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك لفلسطين وشعبها وقضيتها لا مثيل له ،ولا يبلغه احد ،ودفاع جلالته المستميت عن حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في الحرية والدولة والاستقلال ،تشهد له المحافل الدولية والكونغرس الامريكي ،ومقر البرلمان الاوروبي ،ومقرات برلمانات الدول الاوروبية والعالمية ،والقمم العربية والاسلامية والعالمية وغيرها.
العلاقات الاردنية الفلسطينية المتداخلة والمتشابكة تاريخيا الى حد الاندماج ،في جميع مجالات وميادين الحياة،بنت وشكلت جسورا للتواصل بين الشعبين والبلدين الشقيقين، لا تهزها اية عوامل طبيعية او بشرية ،فهي راسخة ثابثة رسوخ وثبات جبال القدس وعمان، ونابلس والسلط،وجنين واربد،والخليل والكرك،والارتباط الروحي بين الشعبين الشقيقين.
في العام 1999 رافقت ضمن وفد صحفي اردني ،جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته لغزة للقاء الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي كان في استقبال جلالته في مطار غزة قبل ان يدمره الاحتلال ،على رأس كبار المسؤولين الفلسطينيين آنذاك،وقد شاهدت عن قرب عمق العلاقات الاردنية الفلسطينية وقوتها ومتانتها والحرص على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات ،بما يعزز صمود الاهل في الاراضي المحتلة .
وفي كل لقاء ومناسبة كان وما يزال جلالة الملك ،يضع الخبرات والامكانات والطاقات الاردنية في جميع المؤسسات والوزارات في خدمة المؤسسات الفلسطينية ،لمساعدتها في البناء والنجاح في مهامها ووظائفها الوطنية ،من اجل بناء وتأسيس مؤسسات الدولة الفلسطينية المنتظرة.