الحل في البيت الابيض


 لن يخرج حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية ،واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،والاعتراف بها ،من البيت الابيض،ولن تتوقف حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل بمشاركة امريكية واوروبية على قطاع غزة الا في البيت الابيض.
ومهما حاولت الادارة الامريكية تجميل مواقفها،وتزييف الحقائق والوقائع على الارض،فانها لن تستطيع اخفاء قدرتها على التأثير على اسرائيل الدولة المحتلة والمعتدية،والتحكم بها وبسلوكها وتوجيهها ،وبكل ما تفعله في المنطقة منذ ستة وسبعين عاما مضت ،وما تزال مستمرة،وطمس المسؤولية الامريكية المباشرة عن جميع المذابح والمجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان ،طيلة العقود السبعة ونيف الماضية،وعن الابادة الجماعية الحالية في قطاع غزة والمشاركة بها والمتواصلة منذ خمسة اشهر وما تزال متواصلة .
الولايات المتحدة الامريكية الدولة المارقة،المجرمة الاهابية القاتلة،ينكر وزير خارجيتها انتوني بلنكن وكذلك كيربي،ان ضحايا العدوان الاسرائيلي الهمجي الوحشي على قطاع غزة ،انهم مدنيون،ويعتبران الاطفال في الخداج والنساء والاطفال الرضع وكبار السن مقاومين،ويجب قتلهم وتصفيتهم ،ويسعيان للتغطية على جرائم الاحتلال ،وحمايته في المحاكم الدولية ،ومنع تنفيذ قراراتها الصادرة بحق الاحتلال واجرامه.
بلنكن الذي يقضي كل وقته عندما يزور الكيان الغاصب في غرف العمليات العسكرية الاسرائلية ،ويعود الى واشنطن خاملا قائمة احتياجات ومطالب مالية وعسكرية، ويرسلها على الفور للكيان الغاصب ،لقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطينيين،كيف لا وهو اليهودي الصهيوني المتطرف اكثر من بن غفير وسموتريتش ونتنياهو،ويؤمن ايماتا مطلقا كما يؤمنون هم ، بأن الضفة الغربية التي يسمونها يهودا والسامرة ارض الميعاد،وهي وصية وهدية من الرب ،يجب عليهم المحافظة عليها والسيطرة عليها الى الابد،وحتى يتحقق ذلك،لا بد من ترحيل الشعب الفلسطيني بالكامل من فلسطين التاريخية من رأس الناقورة شمالا وحتى رفح جنوبا.
والمضحك المبكي ،ان يخرج علينا السيد بايدن،ويعلن انه يفكر باسقاط مساعدات اغاثية جوا ،لسكان قطاع غزة ،ماذا يعني ذلك ؟؟ونحن نعرف ان بايدن لا يسقط فوق غزة الا احدث القنابل المدمرة في العالم، والصواريخ والقذائف الاكثر تدميرا وقتلا وفتكا بالبشر والشجر والحجر، وكل ما هو فوق الارض وتحت الارض.
ان ذلك يعني تنصل الولايات المتحدة رسميا ،من مسؤولياتها عن وقف حرب الابادة الجماعية على الشعب الفلسطيني،والسماح لاسرائيل مواصلة ابادة الشعب الفلسطيني وتهجيره،وما حديث بايدن هذا وحديث بلنكن عن ارسال مساعدات عبر البحر واقامة مستشفى عائم على البحر قرب غزة،الا الموافقة الامريكية الرسمية على مواصلة الاحتلال حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة،والاهم من ذلك ايضا،احتمال استخدام انزال المساعدات جوا وايصالها بحرا والمستشفى العائم ،في امور امنية ضد المقاومة ،وتزويد جيش الاحتلال بالمعلومات الهامة عن المقاومة كما تفعل امريكا الان،والعمل على ضرب معاقل المقاومة وقادتها والوصول اليها .
لن تتغير مواقف الادارة الامريكية من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،المنحازة للكيان الغاصب وجرائمه،الا بتغيير الرأي العام الامريكي،وهذه مسؤولية الجاليات الفلسطينية والعربية الاسلامية والصديقة والحليفة للقضية الفلسطينية،من خلال احداث التغيير الواسع في الرأي العام الامريكي ،وخاصة بين فئات الشباب ،وزيادة وعيهم في مسألتين مهمتين،الاولى ان اليهود في امريكا يسيطرون على المال والاقتصاد وهم قلة فليلة ،على حساب المواطنين الامريكيين،وان الضرائب الطائلة التي يدفعها الشعب الامريكي للكيان الغاصب تذهب لابادة المدنيين الفلسطينيين.