جورج غالاوي وكير سترامر شتان ما بين الحق والباطل
نضال العضايلة
يعد السيناتور البريطاني جورج غالاوي أحد ابرز السياسيين الاوروبيين المعروفين بآرائهم المناهضة للحرب على غزة وبمناصرته للقضية الفلسطينية، ومن قبل الحرب على العراق.
هذا الرجل الذي حاز في العام 2011 على جائزة مبادرة تكريم للإنجازات العربية عن فئة المساهمة الدولية الاستثنائية في العالم العربي، أثار جدلاً واسعاً عام 2006 عندما شارك في البرنامج التلفزيوني الاخ الأكبر (نسخة المشاهير)، وكان قد أعلن انه في حال فوزه فانه سيتبرع بقيمة الجائزة إلى انتربال وهي منظمة خيرية تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.
لعل أبرز ما قام به غالاوي هو تلك الحمله التي قادها لإلغاء الحصار الاقتصادي على العراق وقيامه بزيارة الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين عام 1994 و2002 حين قام بحملة عرفت باسم «قافلة مريم» فوصل إلى العراق بحافلة حمراء، رأى البعض أن حملته هذه شجعت قادة وسياسيون آخرون (مثل هوغو شافيز) بكسر الحصار على العراق وتشجع من بعدهم بعض الزعماء العرب.
بدأت علاقة غالاوي بالقضية الفلسطينية عام 1974 عندما التقى بناشط فلسطيني عام 1980 كان له علاقة باقامة التوأمة بين مدينة داندي البريطانية ونابلس وأيد إثر ذلك قرار المجلس البلدي برفع العلم الفلسطيني على دار البلدية وكانت تلك أول مرة في الغرب ارتفع فيه العلم الفلسطيني على مبنى عام، وفي العام 1989 أقام توأمة بين مدينة غلاسكو وبين بيت لحم.
عارض غالاوي حرب إسرائيل على لبنان وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة لما حدث في جنوب لبنان، ووصف اسرئيل بالدولة الارهابية، واعتبر غلاوي أن قرار الأمم المتحدة حول لبنان «لن يحلّ الأزمة لأنه لن يمنح لبنان شيئاً» مشيراً إلى أن «الاتفاق الشامل والعادل يحلّها، لأن السلام لا يحلّ بانعدام العدالة».
يعتبر من أبرز المناهضين للحرب والاستعمار والصهيونية في العالم، يشغل منصب عضو في البرلمان البريطاني عن دائرة روتشديل، ويعرف بدعمه القوي والمستمر للقضية الفلسطينية، كما يعتبر من أوائل السياسيين الغربيين الذين زاروا قطاع غزة بعد الحصار الذي فرض عليه منتصف يونيو/حزيران 2007. وهو أيضا كاتب وإعلامي بارز، له العديد من المؤلفات والبرامج التي تناقش القضايا الحيوية والمهمة.
واصل غالاوي العمل بثقة وتصميم حتى فاز في الانتخابات الفرعية في روتشديل عام قبل اسبوع بنحو40% من الأصوات، وعاد بذلك إلى البرلمان للمرة الرابعة خلال 37 عاما، غالاوي فاز بدعم من الجالية المسلمة في المنطقة التي قاد فيها حملة انتخابية كبيرة كان شعاره فيها أنها بمثابة "استفتاء على غزة"، وفرصة لتنظيم احتجاج ضد حزب العمال المعارض نظرا لموقفه المتخاذل من المطالبة بوقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ردة فعل رئيس الوزراء ريشي سوناك على نجاح غالاوي في الانتخابات جاءت بخطاب مثير للجدل من داونينج ستريت، زعم فيه استهداف ما وصفهم بالمتطرفين للديمقراطية البريطانية، مستهدفًا بشكل خاص النائب المنتخب حديثًا جورج غالاوي.
واعتبر سوناك إن فوز غالاوي في الانتخابات الفرعية في روتشديل كان"مثيرًا للقلق" وزعم أن هناك قوى داخلية متطرفة تحاول تمزيق بريطانيا وتقويض الديمقراطية، حسب وصفه.
على الجانب الآخر ظهر منافسه كير ستارمر (الذي طالما سعى لتقديم اعتذار رسمي للجاليات اليهودية التي "تأذت من سلوكيات معادية للسامية داخل حزب العمال" متعهدا بالقضاء على هذه الظاهرة التي وصفها بأنها "مثل السم")، يقدم نفسه محاربا شرسا لمعاداة السامية وهو ما سيجعل كثيرين يخشون من الطرد أو العقوبة في حال انتقدوا سياسات إسرائيل لأن السائد حاليا هو الخلط بين انتقاد الاحتلال ومعاداة السامية".
بدا واضحاً ظهور ميول ستارمر إلى الطرف المؤيد لإسرائيل "ولهذا لا يمكن أبدا توقع تكرار ما حدث مع سلفه رئيس حزب العمال السابق كوربن الذي كان داعما قويا للقضية الفلسطينية"، فهذه القضية تعتبر مركزية بالنسبة للكثير من العرب "فحتى حرب العراق يتم تدريجيا تناسيها".
مؤخراً عرف عن رئيس حزب العمال البريطاني كير سترامر، رفضه لوقف إطلاق النار في غزة، في الوقت الذي يظهر الكثير من أعضاء حزبه أنهم لا يشاركونه الرأي.
ويستمر كير ستارمر في امتناعه عن دعم وقف إطلاق النار، وموقفه الرسمي من القضية هو دعم "هدنة إنسانية" تسمح بدخول الإمدادات والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة، وهو الموقف ذاته الذي تتبناه الحكومة البريطانية.
ويعلل سترامر قراره بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وضرورة منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من شن هجوم، مثل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
عموماً فأن المعارضين لستارمر وابرزهم " جورج غالاوي وعمران حسين وشابانا محمود " يزدادون قوة كل يوم وموقفهم يجلب مؤيدين جددا، منهم 13 من قياديي جبهة الحزب بمجلس النواب، كما وقّع 39 مندوبا لحزب العمال على اقتراح برلماني "للوقف الفوري للتصعيد والقتال" في غزة.