ذكرى ميلاد محمود درويش.. أيقونة الشعر المعاصر

تصادف اليوم ذكرى ميلاد أيقونة الشعر العربي المعاصر الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي يعتبر من أهم شعراء الأدب العربي الحديث، وقد ترجمت أعماله إلى عدة لغات، ونال جوائز وتكريمات عربية وعالمية متنوعة منها جائزة اللوتس وجائزة ابن سينا وجائزة لينين، وغيرها الكثير.

 
ولد درويش في 13 مارس (آذار) عام 1941 في قرية البروة، قرب مدينة عكا، في فلسطين وكان من أسرة بسيطة والده فلاح مزارع، ووالدته لم تكن تعرف القراءة والكتابة، وكان عدد إخوته 7 منهم 4 شباب، و3 بنات، وتأثر في بداياته بأخيه أحمد الذي كان يهتم بالأدب ويقرأ العديد من الكتب.
عمل درويش في بداية حياته معلماً في قرية الجديدة، وكان يميل لممارس الرسم منذ طفولته، لكن وضع أسرته المادي لم يكن يسمح بشراء أدوات ودفاتر الرسم، والألوان، فانتقل لكتابة الشعر، ووجد تشجيعاً من معلميه خاصة "نمر مرقس" وواصل تعليمه الثانوي، ثم انتقل للعمل ككاتب في عدد من الصحف والمجلات، ولاحقا سافر إلى موسكو عام 1970 لإكمال تعليمه الجامعي، ثم ما لبث أن سافر إلى القاهرة، وشغل مناصب مختلفة في عدة صحف عربية، ثم عمل في مجلة الكرمل، وترأس إدارة التحرير فيها لمدة طويلة.
وترك محمود درويش العديد من الآثار الشِّعريّة التي حققت انتشاراً واسعاً عربياً وعالمياً، وساهمت دواوينه في تحقيق إضافة جميلة ومتميزة للأدب العربي الحديث، والمعاصر خاصة، ولامست قلوب أجيال عديدة من كافة الفئات العمرية، وشكلت منهلاً للدّارسين في الأدب، وظلت أشعاره وكلماته، خالدة ليومنا هذا ويقبل على غنائها بعض الفنانين العرب.
وقدم نقاد دراسات عديدة حول أشعار محمود درويش، والمعظم يصنف مراحل تجربة درويش الشعرية إلى 3 مراحل، مرحلة الرومانسية والتي عبر فيها عن شعره خلال الستينات، ثم المرحلة الإنسانية التي كانت في فترة السبعينات، ثم انتقل للمرحلة الوجودية والفلسفية التي بدأت من الثمانينات واستمرت حتى وفاته عام 2008.
ترك درويش إرثاً أدبياً راقياً، عبَر فيه عن قضية وطنهفلسطين،وعن مشاعره وأحاسيسه كإنسان وعاشق تارة لأرضه وتارة لحبيبته، وبلغ عدد الكتب التي ألفها 28 كتاباً معظمها دواوين شعرية.
وفي قصيدة "أيّام الحُبّ السّبعة" يقول: موشح أمرُّ باسمك/ إذ أخلو إلى نفسي كما يمرُّ دمشقيّ بأندلُس/ هنا أضاء لك الُليمون ملح دمي/ وهاهُنا وقعت ريح عن الفرس/ أمرُّ باسمك/ لا جيش يُحاصِرني ولا بلاد/ كأنّي آخر الحرس/ أو شاعر يتمشّى في هواجسه.
كتب درويش ما يشبه سيرة ذاتية له في كتاب سمّاه "في حضرة الغياب" نشر في عام 2006، ثم تم إنتاج مسلسل تلفزيوني عن حياة درويش حمل عنوان الكتاب ذاته، وعرض في عام 2011.
وفي 9 أغسطس (آب) 2008، توفي محمود درويش في أمريكا عقب إجراء عملية قلب مفتوح، دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته، ثم تم دفن جثمانه في 13 أغسطس، في رام الله، في قصر الثقافة الذي أصبح لاحقاً يعرف باسم متحف محمود درويش.