الصبيحي يصنع المكانة ولا يصنعه المكان


أثلجَ صدري تعيين الصديق الأستاذ موسى الصبيحي مستشاراً لملتقى الجالية الأردنية حول العالم وهو الملتقى الذي له (90) فرعاً منتشرة في (44) دولة في العالم ويجمع عشرات الآلاف من المغتربين الأردنيين تحت مظلته.
الصديق الصبيحي خبير معروف في قضايا الضمان وقطاع سوق العمل وسياساته وله مواقف مشهودة في الحرص على سلامة النهج العام في هذا القطاع، ولطالما كان يُردّد بأن العمل التطوعي المخلص والجاد هو مسؤولية وأمانة في عنق كل قادر، وأن نقل المعرفة والتوعية بالحقوق والالتزامات في هذا الجانب واجب ومسؤولية أيضاً.
بالتأكيد هو يستحق أن يكون مستشاراً للجالية الأردنية حول العالم، لا بل يستحق أن يكون مستشاراً لكبار مخططي سياساتنا الوطنية بما يملكه من معرفة وفكر تتجاوز حدود قضايا الضمان وسوق العمل إلى الكثير من قصايانا الوطنية الكبيرة، ومَنْ يعرف الأستاذ موسى عن قرب يشعر بمدى حرصه على العمل المنتِج ومدى عمق وطنيته وحدبه على الصالح العام وانحيازه لقضايا الناس ورفعه لشعار العدالة الاجتماعية دون كلل أو ملل.

ربما كانت شهادتي بصديقي موسى مجروحة، ولكن لا بد منها ولا يجوز إخفاؤها، فمن حقه عليّ أن أقول وأن أشهد له بالخير والعلم والفكر، وهنا فإنني أوجّه الشكر لرئيس ملتقى النشامى للجالية الأردنية حول العالم الدكتور المهندس محمد أيمن الرفاعي على هذه اللفتة الذكية الكريمة منه للأستاذ موسى، والرفاعي معروف أيضاً بنشاطه وهمته العالية ووطنيته وتطوعه لخدمة إخوانه أبناء الجالية، كيف لا وقد أسّس هذا الكيان العظيم الذي جمع بين المغتربين الأردنيين مؤلّفاً بين قلوبهم، خادماً لهم، وراعياً لشؤونهم ومصالحهم.

هكذا هي الجهود المخلصة، وهكذا تلتقي النوايا السليمة ويلتقي أصحاب الهِمَم والطاقات الكبيرة بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة، وفي أعينهم الخدمة العامة ورعاية مصالح الوطن والمواطن.

بوركت الجهود وبورك هذا العمل، وكل أمنيات التوفيق لأحي وصديقي الأستاذ موسى الصبيحي في خدمة الملتقى والنشامى المغتربين وتقديم كل ما يفيدهم على صعيد الضمان الاجتماعي.

لقد شكّلتَ يا صديقي نموذجاً فريداً للموظف العام الذي لم يترك رسالته ولم يُلقي حِملها بعد انتهاء خدمته وتقاعده.. بل استأنفت عملك وأداء رسالتك متطوعاً ناشطاً معطاءً إلى أبعد الحدود غير ناظر إلى مصلحة ضيقة أو موقع أو منصب أنّى كان، فأنت يا صديقي مَن تصنع المكانة ولا يصنعك المكان.!