رمضانيات (٦) : وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ
…
معلوم لكل البشر أن أجل الانسان محدود لا يجادل في ذلك مؤمن ولا ملحد وهو الذي يحل بالموت ( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). لكن الكتيرين لا يعلمون ان آجال الامم والحضارات محدودة أيضا، المتمعن بالقران الكريم يجد حقيقة ذلك في عدة شواهد، منها الايات الدالة على ذلك مباشرة كقوله تعالى ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ). وقوله تعالى ( قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). فالأَجَلُ مُدَّةُ الشيء. و الأَجَلُ الوقت الذي يُحَدَّدُ لانتهاء الشيء أَو حُلُولِهِ.
والدليل الاخر تلك الايات التي تتحدث عن هلاك امم مثل عاد وثمود وفرعون، وهو هلاك كان لانتهاء آجال تلك الامم ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين).
المتصفح في التاريخ يجد اندثار دول وحضارات كثيرة، من اسباب انتهاء آجال تلك الامم هي الظلم والطغيان والفساد كقوله تعالى ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)، وقوله تعالى ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لمهلكهم موعدا).
في العصر الحديث؛ الظلم والطغيان الذي مارسته و تمارسه بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة وربيبتها ( اسرائيل) لن يكون حالة استثناء في التاريخ، فلكل أمة أجل، وسيزول الاحتلال حتما وستنتهي هيمنة امريكا على العالم كما انتهت حضارات الفرس والروم وقبلها الاسكندر المقدوني، وكما انتهت بعدها هيمنة المغول على اسيا، يقول تعالى ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)
لن يكون جبروت امريكا واسرائيل كجبروت فرعون، ولن تضيع تضحيات اهل فلسطين واهل غزة ( وما كان ربك نسيّا) وتقبل الله طاعتكم ورفع الظلم والطغيان عن كل المظلومين والمستضعفين.