كتبت بدقائق وعاشت لسنوات.. ما قصة أغنية "ست الحبايب"؟
كُتِبَت بالصدفة، ولُحِنَت في ربع ساعة، ليقدر لها أن تظل راسخة في ذاكرة الجماهير العربية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً وتصبحَ أيقونة أبدية، فما قصة أغنية "ست الحبايب يا حبيبة" التي صدرت في خمسينيات القرن الماضي؟
الأم.. بصوت فايزة أحمد
يعتبر الكثيرون أن هذه الأغنية إحدى أجمل الأغنيات المهداة للأم على الإطلاق، ولم يتوقع كاتبها الراحل حسين السيد، حين ألفها أن تصبح من أهم الأعمال الفنية التي تعبر عن صدق مشاعر الأمومة.
تعود قصتها إلى الصدفة البحتة حين ذهب الشاعر المصري حسين السيد لزيارة والدته، ونظراً لأنه الابن الوحيد على شقيقتين، دائماً ما كان يدللها ويناديها بـ "ست الحبايب".
وفي اليوم المصادف لعيد الأم من العام 1958، ذهب الشاعر الكبير حسين السيد لزيارة والدته في منزلها بعد عناء يوم شاق وطويل من العمل، وعقب صعوده الطوابق الخمسة متجهاً لشقة والدته في الطابق الأخير، تذكر أنه نسي شراء هدية لأمه كي يقدمها لها في عيدها، ونظراً لشعوره بالتعب والإرهاق فلم يبادر بالنزول مجدداً للشارع وشراء هدية.
فوقف السيد على باب الشقة وأخرج من جيبه ورقة وقلماً ثم جلس على السلم وحاول أن يكتب كلمات يعبّر فيها عن حبه وتقديره لوالدته، ليقدمها لها فور أن تفتح له باب الشقة، انطلقت الكلمات وخرجت بعفوية مطلقة.
وأخبر السيد والدته حال فتحها الباب أن هذه الكلمات لها وحدها فقط وليست أغنية، لكنه زاد في وعوده لها وقال إنها لو رغبت في أن تكون أغنية فسيكون ذلك خلال ساعات وبصوت أجمل المطربات.
أيقونة الأمومة
وعند موافقة والدته، اتصل السيد بالموسيقار محمد عبدالوهاب وروى له القصة، وقرأ عليه الكلمات، ووعده الأخير بتلحينها.
وعلى الفور اتصل الموسيقار محمد عبدالوهاب بالمطربة "فايزة أحمد" وأسمعها الأغنية على التليفون وطلب منها الحضور، وعند سماعها الأغنية أصرت على أن تغنيها.
وبالفعل شدت بها فايزة أحمد بصوتها في اليوم التالي، ليتفاجأ السيد ووالدته بأغنية عفوية قريبة من القلب عبر أثير الإذاعة المصرية، بعنوان "ست الحبايب"، وتصبح الأغنية من أشهر الأغنيات المهداة للأم.