عاجل يغسلان خلافاتهما بالدم الفلسطيني



كتب كمال زكارنة-  كلما تظاهر الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، بوجود خلافات بينهما لأي سبب كان،وغالبا ما تكون مصطنعة،وللاستهلاك الاعلامي ،يسارعان الى غسل تلك الحلافات بدماء اطفال ونساء فلسطين،ويعودان كما كانا، تربطهما الصداقة الحميمة والعلاقات الاستراتيجية والاهداف المشتركة. 

عندما تختلف الادارة الامريكية وخاصة الرئيس بايدن مع نتنياهو،فان الخلاف لا يكون عاديا كما يحدث بين بعض الدول،اساسه مصالح احادية فردية،وانما يكون سببه من الذي يحرص اكثر على مصالح اسرائيل اكثر،حيث ترى الادارة الامريكية ان مواقفها ورأيها اكثر منفعة وفائدة لصالح الكيان المحتل ،واكثر حرصا على مصالح الكيان في جميع المجالات،وبذلك يتمحور الخلاف الظاهري بينهما على تحقيق مصالح واهداف ومشروع الاحتلال في الشرق الاوسط والعالم. 

وفي حالة الحرب الاسرائيلية الوحشية على غزة،يتفق الجانبان الامريكي والاسرائيلي على اهداف الحرب التي وضعتها حكومة نتنياهو ،ويختلفان شكليا على طريقة الوصول الى تحقيق تلك الاهداف،ونجد الادارة الامريكية اكثر تشددا في رفض وقف نهائي ودائم للحرب ،وتقدم لاسرائيل كل ما تحتاجه من عتاد عسكري ومال للوصول الى اهداف الحرب،لكنها اي الادارة الامريكية،تحاول ان تتظاهر بالتزامها ببعض الجوانب الانسانية والقانونية اثناء الحرب،وتتحدث هي وحلفاءها الاوروبيين بنفس اللغة والجمل والتصريحات والمواقف،ويرجون حكومة الاحتلال بأن لا تقوم باجتياح كبير لمدينة رفح ،او ان يتم تأجيل الاجتياح الى ما بعد رمضان،بمعنى اذا كان حجم الاجتياح متوسطا او صغيرا لا مانع ،واذا حدث بعد شهر رمضان ايضا لا مانع. السؤال المطروح،في حال تم الاجتياح لمدينة رفح ،خلال رمضان او بعده،من سيتحكم بحجم وعنف الاجتياح والخسائر البشرية الفلسطينية التي ستنجم عنه،والسؤال الثاني ،كيف تبذل واشنطن كل هذه الجهود الدبلوماسية والوساطات من اجل وقف الحرب على غزة،علما بان القرار وكل الامور المتعلقة بالحرب في قبضة يدها ،وتستطيع وقفها باتصال هاتفي . 

مشروع القرار الامريكي الذي ابطله الفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن الدولي اخيرا،يطالب بهدنة مؤثتة مقابل اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية،ولا يأتي على ذكر الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين لدى الاحتلال الاسرائيلي،ولا الى اعمار او انسحاب الاحلال من القطاع ،ورفع الحصار والدولة الفلسطينية وغيرها من القضايا التي تهم الجانب الفلسطيني،وهذا يعني ان المشروع الامريكي يهدف فقط الى تحقيق اهداف اسرائيل من الحرب. اما زيارات وزير الخارجية الامريكي انتوني بلنكن المكوكية للمنطقة ،فانها تدور مع نفس اتجاه وتوجه حجر الرحى الامريكي ،الذي يدور ويطحن ويصب في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي،والملاحظ ان مقر اجتماعات بلنكن ولقاءاته عندما يزور الكيان، هو وزارة الدفاع الاسرائيلية ،اي انها زيارة ذات طابع عسكري وأمني ،رغم غطاءها الدبلوماسي. 

ومن الملاحظ ايضا،ان التركيز الامريكي يتمحور حول المساعدات الاغاثية والانسانية للشعب الفلسطيني،وهذه مسألة خطيرة،لأن اختصار القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بالمساعدات الاغاثية المختلفة والجوانب الانسانية،وسحب هذه المهمة من الاونروا ،يعني تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه الاساسية والرئيسية ،وهي العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس،وفي المقابل تكريس وتجسيد الاحتلال للاراضي الفلسطينية المحتلة،ومكافأته على جرائمه وحرب الابادة الجماعية الشاملة الني يشنها على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي. الفرق بين بايدن ونتنياهو،ان بايدن يذبحنا وهو يبتسم،اما نتنياهو فانه يمارس الابادة الجماعية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني ،وهو يصك اسنانه على بعضها البعض، ويعض على لسانه حقدا وانتقاما، متوعدا بالمزيد من المذابح والمجازر والابادة.
كتب