رمضانيات (٧) : اليقين " ان معي ربي سيهدين"
…
في الاسلام درجات في الايمان، وهذا الذي يميز ايمان عن آخر، ونجد في القران الكريم نماذج من هذه الدرجات، وكذا الامر في الاحاديث النبوية الشريفة.
في قصة هروب سيدنا موسى عليه السلام ببني اسرائيل من بطش فرعون وقد كان البحر امامهم وجيش فرعون من خلفهم، كانت حالة الهلع وصلت اقصاها ( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) اي لا محالة هالكون ، فالبحر امامنا والعدو خلفنا. لكن الرسول وهو واثق بالله كان لديه ايمان اخر (قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدين). نعم هذا هو اليقين بالله، والايمان المطلق به وقوته، فهو رب الاسباب، يُفعّلها او يُعطّلها، فكانت معجزته سبحانه ( فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ).
في قصة الهجرة؛ حينما تعقب المشركون الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- حتى وقفوا على باب الغار، فخاف ابي بكر رضي الله عنه على النبي حينما قال له ( يا رسول الله: لو نظر احدهم الى اسفل قدميه لرآنا ) فكان الجواب ( اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا). وهو ذات اليقين اذ المسلمون يحفرون الخندق استعدادا للمعركة، وقد استعصت صخرة على المسلمين، فضربها الرسول حتى قدحت شرارة، فيقول الرسول : ( فتحت لي قصور كسرى). ذلك اليقين ليس محصورا على الانبياء، فهذا ابي بكر رضي الله عنه سمي بالصديق لعميق ايمانه.
في المحن والفتن يظهر صاحب الايمان العميق، ويتقدم الصفوف ويكون داعية للحق. لذلك سمي قدوم المسيح الدجال بالفتنة. ان ما نراه من حالات في غزة - وهي اكثر من ان تحصى- لدليل حي على ما يفعله اليقين بالله في النفوس، فهو المحيي والمميت، فاجعلوا ايمانكم بالله وقوته وقدرته ايمانا مطلقا، قال سبحانه (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ* وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)
وتقبل الله طاعتكم ورزقكم اليقين.