المظاهرات والمسيرات المؤيدة لغزة لا شرقية ولا غربية



ويمضي نهار آخر من العدوان النازي الصهيوني على غزة لتؤكد فيه دولة العصابات النازية الصهيونية "اسرائيل" ان قرارات مجلس الامن لا اعتراف بها ولا بالرقم 2728 كغيره من القرارات التي سبقته ذات الصلة .

دول العالم لا تجرؤ الضغط على دولة الكيان النازي " اسرائيل" ، والعالم العربي بنظامه الرسمي أما داعم للفلسطينيين ولو بالموقف السياسي ،واما عاجزمتخاذل بإسلوب حيادي محايد، او منخرط في دعم العدوان بوسيلة او بأخرى، ، بل ان بعض المغالين من العرب يذهبون الى تحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن ما تقوم به دولة الكيان النازي من جرائم إبادة جماعية وعدم تحميل الكيان اية مسؤولية
في الاردن موقفنا كدولة وشعب تميزعن غيرنا من العرب والمسلمين من خلال الحراك الذي قاده جلالة الملك على الصعيد الدولي من أجل اقناع دول العالم الكبرى المؤيدة للكيان النازي بضرورة وقف حرب الابادة التي تقوم بها عصابات الكيان وضرورة الانصياع للقرارات الدولية ومن خلال الانزالات التي قام بها الجيش العربي الاردني في خرق الحصارعلى أهلنا المحاصرين في غزة ، وقد تحركت من خلفه الحكومة ورئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز بهمة عالية على مختلف الساحات الاقليمية والدولية وهذا لا يمكن انكاره من اية جهة كانت .
على الصعيد الشعبي كان الحراك في الشارع مهم جدا من أجل دعم الموقف الرسمي ، وقد تم التعبيرعن ذلك من خلال وحدة التلاحم الرسمي والشعبي من خلال طرح شعار الادانة لما تقوم به دولة العصابات النازية من مذابح ، كما تم الاعلان عن حملات الدعم المالي والغذائي من أجل شعبنا هناك تحت ظل الهيئة الخيرية الهاشمية ، إضافة الى سماح الاجهزة المعنية للمواطنين بالتعبيرعن مواقفهم تجاه العدوان، حيث اثبت منظموها أنهم على درجة عالية من المسؤولية تجاه الوطن وأمنه .
اليوم ونحن نرى ونسمع هذا الضجيج الاعلامي الذي عبرت عنه اصوات ومقالات تدين المسيرات والمظاهرات بطريقة فجة وخارجة عن إطارالالتزام بالقضية الوطنية الكبرى قضية فلسطين، وبقضية وطننا الاردن المهدد من الكيان الصهيوني النازي، فأننا نضع أيدينا على قلوبنا خشية على الوطن بكل تفاصيله ، حيث أن ذلك ينسف كل الجهود التي قام بها جلالة الملك وجلالة الملكة وولي العهد والحكومة ورئيس مجلس الاعيان على الصعد السياسية والدعم اللوجستي من خلال الانزالات الغذائية والدوائية لاهلنا في فلسطين ، والتي اعتبرها ابناء شعبنا خطوة متقدمة جدا في مجال الدعم للقضية الفلسطينية وشعبها .
فالأصوات التي إنطلقت منذ مساء أمس الجمعة من خلال الاثير والمقالات التي نشرت في الصحف والمواقع الاخبارية إنطلقت لتدين المسيرات والمظاهرات التي تجري عند جامع الكالوتي أو في مناطق أخرى ، وهي تحاول أن تقول إن حراك أبناء الاردن في هذه المسيرات والمظاهرات أنما هو حراك مبرمج موجه من دول معادية للاردن ومنها وعلى رأسها ايران، وبأن الاخوان المسلمين أعداء الشعب والدولة ،هم الاداة التي تحرك هذا الطوفان الشعبي الذي يعبرعن مشاعر الاردنيين الغاضبين على ما يجري من عدوان نازي صهيوني على غزة وبدعم غربي وأمريكي على وجه الخصوص سواء كان ابناء شعبنا في البوادي والارياف والمخيمات وفي المدن
إن المراقب يكتشف ان هناك تناغم مبرمج بين كل هذه الاصوات والاقلام خاصة ان التركيز الاساسي لهذه المجموعة تصيب عمق الايمان بضرورة ان يشارك الشارع الاردني ولو بالحد الادنى من خلال المسيرات والمظاهرات المعبرة عن رفض شعبنا للابادة الجماعية التي ترتكبها العصابات النازية الصهيونية المدعومة امريكيا.
إن المطلوب الان من دولتنا أن لا تستعر حمى الهجمة الامنية على المتظاهرين من ناحية ، ومن ناحية اخرى ان لا يتم السماح للاصوات والاقلام " نص الكم " ان تأخذ مساحات في "الايغال" بقذف ابناء الوطن من شباب وشابات يعبرون عن وطنيتهم وانتمائهم من خلال المسيرات والمظاهرات التي تهدف الى اسماع العالم وخاصة الغربي وعلى وجه الخصوص من يسكنون في البيت الاسود "الابيض" الامريكي ان الشعب الاردني من ساسه لرأسه يرفض ما يجري في فلسطين وهوعلى استعداد أن يقدم التضحيات من أجل القضية الفلسطينية ، وهي ورقة كبرى بيد الدولة في مواجهة الضغوط وخاصة من أمريكا وبعض العربان ،ففلسطين بالنسبة لكل أردني قضيته الاولى ولا مجال للمساومة على حقوق الفلسطيني وعلى رأس هذه الحقوق حقه بالعودة الى أرضه التي إحتلتها العصابات الصهيونية عام 1948.
إن الحكمة تقول أن لا نشد الحبل حتى أخره فينقطع ، وعلى من يتحكمون بالقرار في أجهزة الدولة التعامل مع المظاهرات والمسيرات من خلال الاحتضان والامن الناعم الذي جرب قبل ذلك ونجح ،فالافراط بالامني على حساب السياسي يعقد الامور ويجعل من الدولة متهمة امام الشعب ،وهذا ليس في صالح الدولة برمتها ، أما بالنسبة لكتيبة " الجرس " الخامس وبضمنهم بعض نواب معارضة "البكامات" فنقول إن كل محاولات زرع الفتنة بين أبناء الشعب والدولة ستبوء بالفشل ....... وبالنهاية ليس هناك من مصلحة للهجوم على المظاهرات والمسيرات المؤيدة للفلسطينيين والتشكيك بها فهي لا تتبع الشرق ولا الغرب ولا حتى ايران ..... يتبع