أين أنتم يا أبناء العشائر والحمائل؟ أين أنتم يا أهل النخوة والحميّة؟



في هذه النقطة الحرجة والمنعطف الدقيق الذي وصلت إليه معركة "طوفان الأقصى" في مواجهة حرب الإبادة والتهجير التي يشنّها الكيان الصهيوني الغاصب على الشعب الفلسطيني في غزّة.

وبعد كلّ ما قدّمه أهل غزّة من بطولات وتضحيات وفداء ودماء وأشلاء خلال الشهور الستة الماضية.

فإنّ هناك مسؤولية مضاعفة ملقاة على عاتق أبناء العشائر والحمائل الشرق أردنيّة.

هذه المسؤولية ليست نابعة فقط من مقتضيات الواجب الديني والالتزام القومي والأخلاقي..

وليست نابعة فقط من صلة الدم الواحد والمصير الواحد الذي يجمع أبناء الشعب الواحد على ضفتي النهر الواحد..

وليست نابعة فقط من قيم النخوة والمروءة والشجاعة والحميّة والانقاذ التي يجب أن يتحلّى بها كل ابن عشائر وحمائل أصيل..

وليست نابعة فقط من الوفاء لدماء الأجداد الذين سالت دفاعا عن الأقصى والقدس وثرى فلسطين الحبيبة..

هذا المسؤولية نابعة في المقام الأول من حقيقة أنّ بعض أصحاب النفوس المريضة والأجندات الخبيثة يحاولون إثارة الفتن والقلاقل والدسائس بين أبناء الوطن الواحد، واللعب على وتر العنصريّات والجهويّات والأصول والمنابت، وزجّ اسم العشائر والحمائل الأردنية أو الاختباء وراءه من أجل شيطنة الحراكات الشعبية المباركة التي تخرج في الشهر المبارك تأييداً ونصرةً لغزة وفلسطين، ومحاصرةً لمظاهر تواجد وتمثيل الكيان الصهيوني على ثرى الأردن الطاهر.

ولا يخفى على أبناء العشائر والحمائل الأردنية بما عُرف عنهم من ذكاء وفراسة وحنكة وحكمة، أنّ المستفيد الأول والأخير من أي انقسامات وفتن هو العدو الصهيوني نفسه، وأنّ الهدف من هذه الدعوات الخبيثة والأساليب الرخيصة في هذه المرحلة تحديدا هو إلهاء الناس وتشتيت انتباههم، بما يصرف أنظارهم عن جرائم الاحتلال الصهيوني ومجازره، ويفسح مجالاً للاعبين الإقليميين والدوليين من أجل تمرير وتسويغ وفرض أدوار مشبوهة من المتوقع أن تلعبها بعض الأنظمة العربية في المدى المنظور بالتزامن مع إنشاء مرفأ التهجير الأميركي العائم، وذلك من أجل معاونة الكيان الصهيوني في استكمال مخططه، وتمكينه من تحقيق ما عجز عن تحقيقه بالقتال والمواجهة المباشرة!

مرّة أخرى، مسؤولية العشائر والحمائل الشرق أردنية في هذه المرحلة مضاعفة ضعفاً وضعفين وثلاثةً أمام الله والتاريخ والأجداد والأبناء.. ومن جملة ما تستطيع هذه العشائر والحمائل القيام به لقطع الطريق أمام كلّ خائن أو خسيس أو متكسّب أو ضعيف نفس:

أولاً، المشاركة في الحِراكات والتظاهرات التي تخرج نصرةً لغزّة ومحاصرةً للكيان الصهيوني، وإبراز هذه المشاركة من خلال الإعلان عن أنفسهم صراحةً سواء في الشارع أو عبر الإعلام ومواقع التواصل.

ثانياً، تنظيم حِراكاتهم وتظاهراتهم الخاصة بهم تأييدا لغزّة وفلسطين، كلٌّ في منطقته ومحافظته ومدينته وبلدته ومضاربه.

ثالثاً، إصدار بيانات رسمية باسم العشيرة أو الحمولة تعترف بفصائل المقاومة الفلسطينية كحركات تحرّر وطني مشروعة.

رابعاً، إصدار بيانات رسمية باسم العشيرة أو الحمولة ترفض مخططات الإبادة والتهجير، وتؤيّد حقّ الشعب الفلسطيني عموماً، وأهالي غزّة تحديداً، بالعودة والبقاء والصمود وتقرير مصيرهم بأنفسهم على ترابهم الوطني.

خامساً، إصدار بيانات رسمية ترفض الزج بالأردن وأبناء الأردن ونشامى الأردن من منتسبي الجيش العربي الباسل والأجهزة الأمنية في أي ترتيبات أو أدوار أمنية تخطط لها بعض القوى الكبرى على الثرى الفلسطيني تحت أي اسم من المسمّيات وبأي صيغة من الصيغ.. مما قد يؤدي في المستقبل لا سمح الله إلى وضع الشقيق في مواجهة شقيقه، أو وضع ابن الأصل في خدمة عدوّه.

سادساً، تنظيم حملات التبرعات المادية والعينية دعماً لصمود الأشقاء في غزّة.

سابعاً، إرساء جميع ما تقدّم على أساس مستدام ومنظّم، ولنا في أحبتنا وقدوتنا أبناء الطفيلة الأبيّة و"حي الطفايلة" أسوة حسنة بهذا الخصوص.

ما يسري على أبناء العشائر والحمائل الأردنية يسري أيضا على الشركس والشيشان والدروز والشوام والأكراد والأرمن والتركمان وسائر مكونات وفسيفساء الأسرة الأردنية الواحدة.

لطالما كانت العشائر والحمائل الأردنية على الوعد، منذ أيام الفتح الأولى، وعبر جميع حملات الغزو والإبادة والهيمنة التي تعرضت لها المنطقة عبر التاريخ.. وها هي فلسطين وها هي غزّة تناديكم اليوم يا أبناء العشائر والحمائل الأردنية فماذا أنتم فاعلون؟