الأردن يراهن على شبابه الواعي ضد أي استهداف ضد البلد

 
 
أتاح الأردن بكل أجهزته حرية التعبير في التضامن والدعم ونصرة أهل القطاع والضفة الغربية مما يواجهونه عبر التاريخ من الاعتداء الصهيوني، فلم يحرم المواطنين من أي تعبير سلمي في تأييد أهلنا وأشقائنا ونصرتهم ضد العدو الصهيوني.

ولم يتوانى الأردن بدءاً من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في تعرية الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين ومساندتهم بكافة الطرق السياسية، حيث انه عبر القارات ووصل إلى كافة الدول العالمية والعربية والإقليمية في المحاولة لتأليب الرأي العام والضغط على العدو الصهيوني بإيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات وكان القائد الأول العالمي والعربي الذي اجتاز الحدود وباشر بعملية الإنزال الجوي للمساعدات على أهل القطاع، ومن هذا المنطلق كسب تأييد عالمي بالمشاركة بتلك الانزالات من دول عدة، بالإضافة إلى الشاحنات التي تعبر للقطاع من معبر رفح محاولة لكسر الحصار عنها، كما أدخل المستشفيات الميدانية للتخفيف عن وطأة ما نجمت عنه الحرب من إصابات وأمراض والتي تتضمن الكوادر الطبية من أبناءنا وأطبائنا محاولة لتخفيف المصاب الجلل عن الاهل في القطاع.

كما كان لجلالة الملكة رانيا رأيا سياسياً حازما في الدفاع عن أهل الضفة وكشف معاناتهم منذ 75 عاما إثر الاحتلال، بالإضافة إلى وقفة ولي العهد أميرنا الشاب الحسين الذي لم يتوانى عن الاهتمام في إيصال المساعدات إلى أهل القطاع في كل حين، ودور الأميرة سلمى في مشاركتها بأحد الانزالات الجوية للأهل في القطاع.

وقف الأردن وقفة رجل واحد من قائد وحكومة وشعب في وجه هذا العدوان السافر على أهلنا في القطاع وهذا ما وجب عليه شبابنا أن يضعوه نصب عينيهم عند ممارسة التعبير وحرية الرأي في مناصرة اخواننا الفلسطينيين، ووجب عليهم عدم نكران الموقف السياسي للحكومة في طرد السفير ووقف الاتفاقيات مع الاحتلال والتي من شأنها كانت ورقة ضاغطة على إسرائيل أمام العالم والرأي العام الذي احترم مواقف الأردن وجلالة الملك بشدة.

فوجب ألا يكونوا شبابنا الا يد واحدة مع القيادة والحكومة في تلك المواقف وعند الخروج بالشارع عليهم أن ينطقوا باسم الأردن الذي لم يكن الا سندا لفلسطين على مر الزمن وألا يكونوا من العابثين بأمنه والمثيرين للشغب والذي يؤجج فتنة كبيرة بين صفوف الأردنيين ليفرح بذلك جهات مغرضة تنوي اختلاق الأزمة بين الأردنيين وإشعال الفتن لتطفئ حقدها الدفين لما يتمتع به الأردن من الأمن والاستقرار الذي تحسده الدول المحيطة عليه بسبب فوضاها الداخلية.

الأردن يستحق منا احترام الجهاز الأمني وتقديره لانه العين الساهرة على أبناءنا وأمننا، لا ان نوجه له المتاعب والشتائم والشغب، وتوجيه أسوأ التعابير له بناء على توجيهات مغرضة من شخوص لا تنتمي للوطن.

هذا الوطن أمنه هو من أمن فلسطين، واستقراره وسلامه هو أمن واستقرار الأهل في الضفة وقطاع غزة، فلنحافظ على أمن هذا الوطن وعلى أبناءنا وإخواننا من جيشه الذين يحرسون حدودنا وشوارعنا ومنازلنا، وعدم السماح لأي جهة توجيه الشارع الأردني نحو اي تضييق على الأمن والبلد، وعدم السماح بإعلاء أي هتافات الا للموالاة للوطن والقائد والجيش، وأن يكون الدعم لغزة هو حفظ الأمن اولا على ثرى هذا البلد تحت ظل الراية الهاشمية والقيادة الحكيمة.

هذا الوطن يستحق منا العمل كثيرا لأجل السموّ به نحو مستقبل مشرق كما يريده جلالته، وإن دعم الأهل في فلسطين يكون في تحييد أي مغرضين يعيثون الفوضى في البلد وإيقاف من تسول له نفسه تجييش الشارع ضد الأمن والعبث والتخريب في الملكية العامة، والأردن يراهن على وعي شبابه أن يحافظ على استقرار بلده الذي يغيظ من حوله ويملأ الحسد في قلوبهم أنهم على قلب رجل واحد ضد أي حاقد على هذا البلد العزيز.

د.سيف تركي اخوارشيدة