عاجل في انتظار البيان الأردني

 
كتب: كمال ميرزا

منذ بدايات استشعارها حجم الورطة التي أوقعت نفسها بها، وفي معرض سعيها اليائس للتهرّب من استحقاقات إخفاقاتها المتراكمة وجرائم حربها البشعة.. وعصابة الحرب المأزومة للكيان الصهيوني تسعى بشكل محموم ولاهث للتملّص من مسؤوليتها، والمصير القاتم الذي ينتظر قادتها ورموزها، وذلك من خلال توسيع نطاق المواجهة، وجرّ المنطقة برمّتها إلى حرب إقليمية مفتوحة لا تُعرف عقباها ولا يستطيع أحد التنبؤ بمآلاتها.

وهي في خضم مساعيها اليائسة هذه لا تتواني ولا تتردد في إحراج الجميع وتوريطهم، الحلفاء والأصدقاء قبل الأعداء والخصوم، بل وحتى الدول التي تقف موقفا محايداً أو متوازناً تجاه الصراع وأطرافه.

وفي هذا السياق تأتي محاولة وسائل الإعلام الصهيونية عبر السوشال ميديا تصوير الاعتراضات التي شهدتها سماء وأجواء الأردن للمسيّرات والصواريخ الإيرانية وكأنّها وقوف أردني إلى جانب الكيان الصهيوني و/أو اصطفاف أردني ضد إيران ومجمل ما يسمّى "محور المقاومة".

لذا يُتوقّع من السلطات الأردنية بما عُرف عنها من فطنة وكياسة وسرعة استجابة إصدار بيان مستعجل يقطع الطريق أمام أصحاب الأجندات والشائعات والمتصيّدين في الماء العكر تؤكّد فيه ما يلي:

أولاً، أنّ الاعتراضات التي شهدتها سماء وأجواء المملكة لم تأتِ دفاعاً عن "إسرائيل" ولا استعداءً لإيران أو غيرها من الأطراف المعنيّة.

ثانياً، أنّ الاعتراضات التي شهدتها سماء المملكة قد جاءت في إطار حقّ الأردن المكفول وغير المنقوص وواجب قواته المسلحة المُلزِم بالحفاظ على أمنه الوطني وسيادة أجوائه ضد أيّ انتهاكات تصدر عن أيّ طرف كان.

ثالثاً، إنّ الذين قاموا بهذه الاعتراضات هم نشامى القوات المسلحة الأردنية وسلاح الجو الملكي الأردني دون أدنى تدخّل مباشر أو غير مباشر من قبل أيّ طرف ثالث ينحاز لهذا الجانب أو ذاك الجانب في إطار المواجهة الحالية.

طبعا الفحوى والصيغة النهائية لمثل هذا البيان متروكة للسلطات المعنية، ولكن الفكرة هنا أنّ عصابة الحرب الصهيونية التي تسمح بتسليح قطعان المستوطنين في الضفة الغربية، والتي تسمح لمسؤوليها بإطلاق تصريحات عدائية ضد الأردن وتدعو لتهجير سكّان الضفة والداخل إليه، وتسمح لأحد وزرائها ورموز ائتلافها الحاكم بالمشاركة في مؤتمر يُظهر الأردن كجزء من خارطة "إسرائيل الكبرى".. هذه العصابة لن تتوانى عن محاولة إحراج وتوريط الأردن وغير الأردن وإثارة الفتن والقلاقل كلما شعرت أنّ الخناق يضيق عليها أكثر!