العشائر الأردنية ودورها التاريخي: تحديات وفرص في الانتخابات الطلابية
تحتل العشائر مكانة بارزة في التاريخ والهيكل الاجتماعي الأردني، حيث لعبت دورًا محوريًا في تشكيل المجتمع والثقافة الأردنية عبر العصور. هذا التراث العريق يمتد إلى البيئة الأكاديمية، خاصة خلال الانتخابات الطلابية في الجامعات، حيث تظهر العشائر كعنصر مؤثر في الديناميكيات الانتخابية.
العشائر الأردنية تاريخيًا كانت مصادر للدعم والأمان والنفوذ، توفر شبكة أمان اجتماعي لأعضائها وتلعب دورًا كبيرًا في السياسة المحلية. في الجامعات، تظهر هذه الأدوار بشكل ملحوظ خلال الانتخابات الطلابية حيث يتم تقديم الدعم والتأييد للمرشحين على أساس عشائري.
على الرغم من أهميتها التاريخية، فإن الولاء العشائري يمكن أن يشكل تحديًا للهوية الوطنية في الجامعات الأردنية، حيث قد يؤدي إلى تصويت الطلاب بناءً على الولاءات العشائرية بدلاً من الاعتبارات الأكاديمية أو البرامج الانتخابية. هذا يعرقل تطور الديمقراطية الطلابية ويقلل من فعالية الحكم الطلابي في تمثيل جميع الطلاب بشكل عادل.
للتغلب على هذه التحديات، يمكن للجامعات الأردنية تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات:
1.تعزيز الوعي والتعليم السياسي: تنظيم ورش عمل ودورات حول أهمية الديمقراطية والمشاركة السياسية المبنية على البرامج وليس الولاءات العشائرية.
2.تشجيع الأنشطة الطلابية الموحدة: إنشاء منصات للحوار والنقاش تجمع الطلاب من مختلف الخلفيات لتعزيز التفاهم المتبادل والوحدة الوطنية.
3.دعم المرشحين على أساس الكفاءة: تشجيع الطلاب على التقييم النقدي للمرشحين بناءً على مؤهلاتهم وبرامجهم، وليس على أساس الانتماءات العشائرية.
الانتخابات الطلابية في الجامعات الأردنية توفر فرصة لتعكس النمو والتطور الديمقراطي، لكن التحديات المتعلقة بالتأثير العشائري تتطلب اهتمامًا وتدخلاً استراتيجيًا لضمان تعزيز الهوية الوطنية وتقدير التنوع داخل المجتمع الجامعي. من خلال تعزيز المشاركة السياسية المستنيرة ودعم القيادات الطلابية المؤهلة، يمكن للجامعات الأردنية أن تلعب دورًا حاسمًا في بناء مستقبل مزدهر وموحد للمملكة.
* الكاتب رئيس جامعة ال البيت سابقا