وَلكِنْ حالَفَ الباغي الجَهوْلا


 .
لَئِـنْ خَدَعــوْكَ يا أُردُنُّ إِنّـيْ
جَعلتُكَ ليْ مَدى دَهْريْ خَليْلا

وَإِنْ نَهَبوا عُروقَكَ مَعْ دِماها
بَذَلْتُ جَميْعَ أَورِدَتيْ سَبيـْلا

وَإِنْ ضاقَتْ عليْكَ الأَرضُ إِنّيْ
زَرَعتُكَ فيْ رُبى قَلبيْ نَخيْلا

مَعاً كُنّا وما زِلنا وَنَبقى
وما أَشفَيْتُ مِنْ شَوقيْ غَليْلا

أُحبُّكَ حُبَّ مَجنونٍ لِليلى
غَدا مِنْ حَرِّ صَبْوَتِهِ قَتيْلا

أَغارُ عَليكَ مِنْ حُبّيْ وَمِنّيْ
وَمِنْ ظِلّيْ إِذا يَدنو قَليْلا

فَكَيفَ إِذا أَحاطَتْكَ الأَعاديْ
وَصارَ الخَطبُ مَعلوماً مَهوْلا

وَخانَ حُماةُ جِلْعادٍ حِماها
وَشيْحانٌ غَدا كَهلاً عَليْـلا

وَحوْرانٌ غَدَتْ مِنْ غَيْرِ قَمحٍ
وَفي الزَّرقاءِ لَمْ نَجَدِ المَسيْلا

فلا واللهِ ما بَخِلَتْ بِلاديْ
وَلكِنْ حالَفَ الباغي الجَهولا