عائشة بن أحمد: التفاهم والاحترام أساس العلاقة الزوجية.. ويأتي بعدهما الحب

تعمل دائما على التحضير لأي عمل تشارك فيه، ومن الممكن أن تستمر تلك التحضيرات لشهور طويلة، لذلك عرفت بأنها فنانة مجتهدة تمكنت من حفر اسمها وسط النجوم حتى وصلت إلى الصفوف الأولى.

تحاول قدر الإمكان تغيير جلدها وتقديم أدوار متنوعة تلفت انتباه الجمهور، وفي حوارها مع "العربية.نت" كشفت الفنانة التونسية عائشة بن أحمد عن شخصيتها في مسلسل "بدون سابق إنذار" الذي شاركت فيه بالموسم الرمضاني مع آسر ياسين.

كما تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير، ورسالة المسلسل في التعامل مع رحلة السرطان، كما تحدثت عن المشاكل الزوجية ورأيها في زيارة الأطباء النفسيين، وعن كيفية استحضارها للشخصية، وكيف كانت تأثير تفاصيل العمل عليها نفسيا.

 
عائشة بن أحمد
*في البداية ما الذي جذبك لدورك في مسلسل "بدون سابق إنذار"؟

تحمست للمسلسل منذ قراءته، فهو يحتوي على رسائل مهمة في حياتنا ويناقش العديد من المشكلات منها الخلافات الزوجية والشك ومسألة تجميد البويضات وغيرها، وبالطبع المشكلة الأكبر وهي مرض السرطان فهو المشكلة الحقيقية التي جاءت دون سابق إنذار فأنستهم كل المشاكل التي مروا بها في حياتهم.

*ألم يكن مؤلمًا التمثيل في مسلسل تدور قصته حول السرطان؟

بداية لابد أن نحمد الله على كل شيء، ولكن لا توجد أسرة لم يطرق بابها هذا المرض اللعين، فهو زائر غير مرغوب فيه ومع الأسف أصبح منتشراً بشكل كبير ولا يفرق في الفئات العمرية، فتجده لدى الطفل ولدى الشاب والعجائز، لذا هذا المسلسل تكمن أهميته في توعية الجمهور بكيفية التعامل مع المرض ومع المرضى وجوانبهم النفسية، ورحلة المرض نفسها وتأثيرها على كل من يخوضونها مع المريض.

 
*وكيف استطعت التحضير للشخصية؟
قمت بزيارة لمستشفى 57357 وتحدثت مع الأمهات والأهالي والعاملين، وحاولت استحضار شخصية الأم التي يعاني ابنها من مرض اللوكيميا وقد كانت هناك مشاعر متضاربة بين الأم التي يتقطع قلبها على نجلها وبين ما رأيته من قوة هؤلاء الأمهات وما أعطاهن الله من صبر كي يتحملن كل هذا الوجع.

*وما هي أصعب المشاهد في "بدون سابق إنذار"؟

أعتقد أن كل المشاهد كانت صعبة وخاصة أننا كنا نصور في المستشفى بشكل يومي، وكل المشاهد مرهقة ومتعبة نفسيًا، كلها بكاء وحزن وكأن اليوم في التصوير بشهر، وكانت أصعب المشاهد هو مشهد معرفتي بمرض ابني ومشهد المواجهة بيني وبين آسر ياسين بعد اكتشافه أن الطفل ليس ابنه، فلقد صورنا هذا المشهد في 7 ساعات وشعرنا بالتعب الشديد وأيضًا مشهد وفاة الطفل في المستشفى.

 
*وكيف هي كواليس العمل مع المخرج هاني خليفة؟
هاني من المخرجين المميزين، فهو يركز في أدق التفاصيل ولا يترك الممثل إلا بعدما يؤدي المشاعر والحالة التي يريدها منها مهما مر من الزمن في التصوير، لأنه يهتم أن يخرج العمل بصورة مميزة، لذا سعدت بالتعاون معه وعلى الرغم من أن العمل معه مرهق للغاية إلا أنه ممتع جدًا، فهو شخص مثقف وواعي لدرجة تجعلك تشعر بالدهشة.

*وماذا عن كواليس العمل مع آسر ياسين؟

هذه أول مرة أتعاون فيها مع آسر ياسين، وقد استمتعت بالتجربة فهو شخص مثقف جدًا ويركز في كل التفاصيل وكانت هناك كيمياء مشتركة بيننا جعلتنا نشعر بالراحة أثناء التصوير.

*تناول المسلسل الخلافات الزوجية وأهمية زيارة الأطباء النفسيين؟

بالطبع المشاكل الزوجية شيء طبيعي ولابد من التعامل معها ومواجهتها وتبسيطها حتى لا تكبر، وترتيب الأولويات في حياتنا وفكرة زيارة الأطباء النفسيين أشعر أنها ليست رفاهية، فالتعب النفسي مثله مثل تعب الأعضاء يحتاج إلى مختص، هذه أشياء طبيعية وتنم عن ثقافة ووعي.

 
*في رأيك كيف ترين حل المشكلات الزوجية؟
أظن أن التفاهم والاحترام هو أساس العلاقة الزوجية، بهما سيكون هناك لغة تواصل يستطيع الزوجان التحدث وحل كل المشكلات ويليهما الحب.

*حدثينا عن التصوير مع الأطفال خاصة مع مشاعر الأمومة الجياشة؟

التصوير مع الأطفال عادة ما يكون صعبًا، ولكن الطفل سليم يوسف يمتلك موهبة تمثيلية رائعة لذا فالعمل معه كان سلسًا ومريحًا للغاية ولم نضطر لإعادة المشاهد.

*من أين استحضرت عائشة بن أحمد شخصية الأم؟

من أمي بالطبع في المقام الأول، كنت أرى خوفها علينا وتعاملها معنا، وأيضًا من نموذج المرأة المصرية الملهمة في كيفية إدارتها للمواقف وتربيتها للأبناء كل هذه الأشياء استفدت منها مع وجود جانب إنساني لدي في التعامل مع الأطفال.

*كم استغرق وقت التصوير والتحضير للعمل؟

كانت هناك نقاشات وتحضيرات قبل التصوير بشهرين، وقمنا قبلها بثلاثة أسابيع بعمل بروفات ترابيزة خضنا العديد من النقاشات مع المخرج هاني خليفة ليعرف كل شخص خلفية دوره والتحولات التي تمر بها الشخصيات، ووجهة نظر المخرج لذا كان كل شيء واضحًا فلا يوجد وقت للنقاشات بعد بدء التصوير، أما التصوير نفسه فقد استغرق شهرين، ودخل فيهم شهر رمضان.

*المسلسل ناقش العديد من القضايا كيف ترين هذا الأمر؟
أرى أننا نحتاج لمثل هذه المسلسلات التي تناقش أكثر من قضية، لأن كل شخص يشاهد ستلمسه قضية منها ويتفاعل معها ويشعر باقترابها من حياته، لذا فكرة مسلسلات البطل الواحد لم تعد مثمرة، فهناك العديد من المشكلات والقضايا في المجتمع التي يمكن مناقشتها.

*وكيف ترين مسلسلات الـ 15 حلقة؟

أرى أن مسلسلات الـ15 حلقة رائعة، فالممثل لن يشعر بالملل أثناء تأدية الشخصية والتصوير يكون أقل إرهاقا وبإيقاع سريع، كما أن المتفرج لن يشعر بالمط أو التطويل في الأحداث، فالحلقات سوف تكون مكثفة، ولكن هذا لا يلغي بالطبع مسلسلات الـ 30 حلقة فالأهم هو السيناريو والحبكة الدرامية القوية هي التي تحكم مدة المسلسل لذا أعتقد أنه لا توجد قاعدة.