صادر عن الحزب المدني الديمقراطي الأردني في ذكرى 76 للنكبة (15 أيار)
يحيي العالم هذا اليوم الذكرى 76 للنكبة المشؤومة يوم هُجر شعب كامل بالقوة من وطنه بفعل العصابات الصهيونية وجرائمها ومجازرها بحق البلدات والقرى والمدن الفلسطينية، في أبشع وأوسع عملية تطهير عرقي ونهب وسرقة علنية، ليتم إنشاء دولة الإحتلال بمؤامرة دولية كبرى على أنقاض شعب تحول الملايين من أبناءه إلى لاجئين ومهجرين داخل وطنهم وخارجه في صورة من أشد صور القهر والإجحاف التي يواجهها شعب على وجه الأرض.
نكبة ما زالت مستمرة في أطول احتلال إحلالي مستمر في العالم، لا يزال الشعب الفلسطيني يعيش آثارها وتداعياتها، ويتعرض بشكل يومي لعدوان يستهدف وجوده وأرضه وحقوقه ومقدساته بهدم المنازل وعمليات التهجير القسري وحصار وعزل المدن والقرى، والقتل اليومي المتعمد، وإقامة المستوطنات، ومحاولات طمس الهوية العربية الفلسطينية، والتعدي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
نستذكر النكبة اليوم في ظل جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والقتل الممنهج التي لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر، لتكشف وعلى مرأى من العالم أجمع وبتوثيق دقيق غير مسبوق حقيقة ما جرى في نكبة 48، ولتفضح الطبيعة الإجرامية المتأصلة لدولة الاحتلال، وكأن التاريخ يعيد نفسه، ويتكرر الغطاء الدولي المنحاز للمعتدي دون الاكتراث للمعايير السياسية والقانونية والإنسانية كما حصل منذ ثمانية عقود خلت وقبلها، ويذكرنا بقرار التقسيم الظالم عام 1947 الذي أفضى لقيام دولة الاحتلال ووفر الغطاء لجرائمها.
لقد أصبح واضحا بأن سيناريو نكبة 1948 لن تتم في ظل الصمود والإصرار والوعي الشعبي الفلسطيني، وانفضاح ممارسات الإحتلال وحلفائه وداعميه أمام الرأي العام العالمي والشعوب الحرة، وأنه رغم الجراح والآلام والخسائر فإن الشعب الفلسطيني بات أقرب لاسترجاع حقوقه وعلى رأسها العودة إلى قراه ومدنه التي هُجٍر منها.
إن الحزب المدني الديمقراطي الأردني إذ يستذكر النكبة بكل ما نجم عنها من قتل وتشريد وتهجير وسرقة الأرض وتدنيس المقدسات، ليحيي أهلنا في فلسطين وما يقدموه من تضحيات وصمود بطولي في غزة وفي كافة أرجاء فلسطين، ويترحم على أرواح الشهداء، ويؤكد على الثوابت الوطنية، وعلى رأسها وحدة الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات، وحقه في كامل أرضه المحتلة فلسطين التاريخية، والعودة إليها، وتعويضه عن معاناته وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحقه في مقاومة المشروع الصهيوني والتحرير بمختلف الوسائل النضالية.
وبهذه المناسبة نؤكد على أهمية تفعيل الدور الأردني الفلسطيني المشترك رسميا وشعبيا، والعمل السياسي والقانوني والإنساني والمدني في إدارة الصراع في المحافل الدولية والإقليمية، ومأسسة الجهود الشعبية ومبادراتها، ومواجهة تصاعد السياسات المتطرفة والعنصرية لحكومات الإحتلال واليمين الفاشي الذي يسوق خيارات سياسية تستهدف الأردن أرضا وكيانا وهوية وقيادة سياسية، وتعتدي على الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس.
نحن مدعوون اليوم في الأردن لتعزيز صمودنا وتأكيد رفضنا لتمرير أي مشاريع سياسية أو اقتصادية تهدد وجودنا ومصالحنا وتنتهك سيادتنا الوطنية وتسعى إلى تفتيت جبهتنا الداخلية، ونحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى رص الصفوف وتدعيم جبهتنا الداخلية، وتحقيق التكامل في الأدوار بين الموقفين الرسمي والشعبي، واستجماع عناصر قوتنا ومنعتنا الوطنية.
حمى الله الأهل في فلسطين، وحمى الأردن شعبا وقيادة،