يا عرب !
في أثناء الحرب العالمية الأولى تبنى توماس ادوارد لورنس الملقب ب لورنس العرب شعار القومية العربية وضرورة الوحدة والتف حوله المقاتلون العرب الذين أيدوا الثورة العربية الكبرى لأنهم يريدون وطنًا واحدًا.
أما الحلفاء ولورنس برفعهم هذا الشعار ليس حبًّا في العرب بل لأنهم يريدون اسقاط الخلافة الاسلامية .
وكان لورنس يجيد اللغة العربية ويلعب بمشاعر المقاتلين وانخرط مع العرب الثوار وتعلم عاداتهم واستمالهم وقاتل معهم.
والجميع كان هدفه اسقاط الخلافة العثمانية لورنس هذا جاسوس بريطاني بامتياز. وفي الوقت نفسه كانت بريطانيا قد أعدت جاسوسة أخرى في المنطقة العربية وهي جرترود بيل. او الآنسة. بل وقد اتقنت اللغة العربية واللهجات العربية واستطاعت ان تصل الى قلوب الشيوخ العرب ونسائهم وقد اسموها أم المؤمنين وفيما بعد اصبح اسمها صانعة الملوك لاختيار السعوديين وتفضيلهم على ابن رشيد في الجزيرة العربية واستطاعتها تنصيب الأمير فيصل بن الحسين بن علي عرش العراق.
كما انها قامت بزيارة شرق الأردن واجتمعت مع العشائر ومهدت للأمير عبدالله بن الحسين.
وفي نهاية الحرب سقطت الخلافة وظهرت اتفاقية سايكس بيكو ولم يكن هناك مملكة واحدة أو خلافة. لقد خدع الحلفاء الشريف حسين وابناؤه. واقتسمت بريطانيا وفرنسا ارث الخلافة العثمانية في الوطن العربي.
كما زادوا على ذلك وعد بلفور الذي أعد وطنًا لليهود في فلسطين.
ذهبت أحلام رفع شعار الوحدة. وأصبح في الوطن العربي أكثر من عشرين نظام.
لعل الأمة العربية التي فقدت شعورها القومي واخلاصها للوطن الواحد بحاجة الى جاسوس مثل لورنس يذكي فيها ذلك الشعور ويذكرهم بعروبتهم ووحدتهم أكثر من حاجتهم الى زعماء لم تعد تعنيهم القومية ولا الهوية حين يقترب الخطر ، وأصبح شعار الوحدة ضربًا من الخيال.
بريطانيا العظمى زالت وبقي كل ما زرعته في العالم إرثا للولايات المتحدة الامريكية . فهي أم العملاء الآن.
معنا اليوم في غزة المقاومة البطلة وقائدها الرمز يحيى السنوار واركانه وكل المجاهدين الذين أذلوا جيش اسرائيل وسياسيها ، السنوار ورفاقه هم أبطال الساحة ،وكل عربي يشعر بالفخر والاعتزاز لصمودهم ، ويحيى أبناء غزة الذين عز امثالهم في تاريخ الأمة العربية وتاريخها مليء وطويل.
الشعوب العربية في كل الاقطار تحيي أبناء غزة وهم أبناء فلسطين وحراس الاقصى العزيز على كل مسلم.
صمودكم في غزة جعل العالم كله يؤيدكم وتم رفع العلم الفلسطيني في كل دول العالم .
لقد تخلى اصدقاء اسرائيل عنها حتى الولايات المتحدة انحرفت عن تأييدها .
يا قادة المقاومة الابطال و انتم تضيفون للتاريخ ما تستحقه فلسطين وهذه هي التضحية الكبرى أمام عدو متغطرس شرس خبيث تحذون حذو من سبقكم من أبناء أمتكم .
لقد أذلت الجزائر الفرنسيين وأُخرجو من الجزائر وسوريا. كما خرجت بريطانيا من كل الوطن العربي .
الكل يعلم لو لم يكن هناك عملاء لما تم قصف غزة بهذه الوحشية ولو لم يكن هناك عملاء لما تم تدمير العراق وتخريب ليبيا … أنتم اليوم في غزة الأمل الذي يعول عليه الشعب العربي ولسوف تنتصرون بإذن الله وتهزمون الأعداء وتناضلون لأجل الوحدة العربية لتحرير فلسطين.
أين أنتم يا عرب ؟