كلنا مصر!

 
 
وفقاً لرويترز، فقد طلب الكيان الصهيوني من مصر فتح الحدود أمام "سكّان" غزّة وتمّ رفض الطلب.

بعد محاولة عصابة الحرب الصهيونية اليائسة والبائسة "الهرب للأمام"، وتوسيع نطاق المواجهة، وجرّ حلفائها إلى حرب إقليمية من خلال الحركشة المباشرة مع إيران.. هل يقود تراكم اليأس الصهيوني إلى معاودة الكرّة، والإقدام على مغامرة التحرّش المباشر بمصر من خلال محاولة فتح الحدود الفلسطينية - المصرية عنوّة أمام أبناء غزة اللائذين من ماكينة الإجرام الصهيونية؟

موقف مصر والدول العربية ما يزال صارماً بهذا الخصوص، وهو موقف تدعمه وتقف وراءه كافة الشعوب العربية حتى وإن كان لديها رفض وتحفّظ وعتب على مسائل أخرى.

في مثل هذه المواقف يستقيم أن نركن إلى المثل الشعبي القائل: "أنا وأخوي على ابن عمّي.. وأنا وابن عمّي على الغريب"!

بمعنى أنّ بعض مَن يُصنّفون كمعارضين أو ناشطين أو حراكيين في الوطن العربي، يصل فيهم ضيق الأفق للأسف حدّاً يجعلهم لا يتوانون عن الانخراط من حيث يعلمون ولا يعلمون في مؤامرات وسيناريوهات تسعى إلى إضعاف وتقويض كيان دولهم.. لا لشيء إلا نكايةً أو انتقاماً من خلاف أو مظلومية بينهم وبين السلطات والنظام الحاكم في بلدانهم.

ماحدث خلال الأزمة السورية هو مثال فوق العادة بهذا الخصوص.

أيّ فوضى أو قلاقل مهما صغُرتْ تعتري أيّ بلد عربي في هذه المرحلة تحديداً لا تصبّ إلا في مصلحة العدو الصهيو - أمريكي، بعيداً عن رضاك أو عدم رضاك الشخصي أو الفئوي أو الفصائلي أو حتى الشرعي عن النظام السياسي في هذا البلد وطبيعة خياراته وقراراته واصطفافاته.

وفي حالة مصر يكتسب هذا الفهم أهمية مضاعفة.. لماذا؟

ليس فقط لأنّ مصر هي "أمّ الدنيا"..

وليس فقط لأنّ مصر هي "أرض الكنانة"..

وليس فقط لأنّ مصر "خير أجناد الأرض"..

وليس فقط لأنّ مصر إذا عطست أُصيب بقية العرب بالزكام..

ولكن لأنّه من دون مصر الدولة والجيش والشعب والأرض والجغرافيا والثقافة والتاريخ لا يمكن الحديث عن نظريةٍ للأمن القوميّ العربيّ ونظريةٍ للنهوض العربيّ (والإسلاميّ).. لا اليوم ولا غداً!

يقول المثل المصري الدارج: "حتى المصارين في البطن بتتعارك"، ولكن "الظفر ما بطلعش من اللحم"، و"الدم عمره ما يصير ميّه".. وعندما يكون العدو الصهيوني هو من يقف في الطرف المقابل فكلّنا مصر!

ملاحظة: تم وضع كلمة "سكّان" في خبر رويترز أعلاه بين مزدوجين لأنّ الإعلام والأدبيات الصهيونية تصرّ على الإشارة إلى الفلسطينيين باعتبارهم "سكان" يقطنون على تراب فلسطين، وليسوا شعب فلسطين أو مواطني فلسطين، وذلك امتداداً لمقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"!