الطعيمة .. سياسي نظيف اليد يقرأ لغة العيون
كتب حازم عكروش- تختلف معه ولا تختلف عليه، هادئ الطباع عيونه تتفحص وتقرا الوجوه التي يلتقيها، وتشعرهم بقربه منهم ودفئ محبته للجميع وقربه منهم .
حضوره طاغ وأناقته ملفتة لكل من يهتم بتنسيق وجمال الألوان وقدرتها على لفت الأنظار والتأثير بالنفس الإنسانية كيف لا وهو المختص في علم النفس الإكلينيكي . في كل الأوقات والمناسبات السعيدة والحزينة لا يتخلى عن رفيقة دربه السيجارة والتي دخل معها عصر حداثة (الفب) التي انتشرت في السنوات الأخيرة لدرجة أنها أصبحت جزء من شخصيته وتشعر المراقب له بان كل "سحبه" أو "نفس" منها تحكي قصه أو خبرة تشي بأن صاحبها عركته الحياة السياسية الاجتماعية
الدكتور فوزي شاكر الطعيمة الأكاديمي والسياسي والبرلماني صاحب الحضور الاجتماعي يقبل القسمة على الجميع، من مواليد الفحيص عام ١٩٤٥، يحمل درجة الدكتوراه والماجستير في علم النفس الإكلينيكي من الولايات المتحدة الأمريكية ذلك العلم الذي يعمل على دمج العلوم والنظريات بهدف فهم القلق والضغوطات التي يواجهها الفرد لعلاجها وهو العمود الفقري في العلوم النفسية .
عمل مدرسا في الجامعة الأردنية بين عامي ١٩٧٦ و١٩٨٤، ومديرا لمركز الإرشاد النفسي ومركز التربية الخاصة فيها، وانتخب في عام ١٩٨٤ نائبا عن محافظة البلقاء في الدورة التكميلية لمجلس النواب .
وشغل الطعيمة عضوية مجلس النواب حوالي عشرون عاما نائبا عن محافظة البلقاء كان فيها السياسي والمثقف وصاحب الرأي والرؤية الوطنية الثاقبة النابعة من عمق ثقافته الأكاديمية والسياسة وخبرته العملية . عندما كان يلقي كلماته في خطابات الموازنة أو الثقة وتستمع إلى مُداخلاته النيابة تتأكد انك أمام خبير قومي ووطني ملتزم في طرح الأفكار والاستراتيجيات وخاصة التربوية والاجتماعية منها التي يمكن أن تؤسس لسياسات وطنيه وتربويه واقتصاديه لو أصغي إليها في حينه لما وصلت مؤسسات ألدوله إلى ما وصلت إليه من تراجع وهوان .
الطعيمه يمارس الديمقراطية بأبهى صورها، صدره واسع يتحمل الجميع ويستوعب كل الآراء، و يحترم الرأي والرأي الأخر، لا يحمل حقدا أو موقفا عدائيا لمن يختلف معه .
كان وما يزال حاضرا في جميع قضايا الفحيص البيئية والسياسية والاجتماعية ليس بصفته نائبا فقط بل وجها اجتماعيا مقبولا ومقدرا من الجميع حتى وإن اختلفت معه لكنك لا تختلف عليه.
يحسب للطعيمة، ويعرف عنه، أنه لم يستغل منصبه البرلماني ولم يوظفه لمصالحه الشخصية وزيادة نفوذه وجني الأموال والدخول في صفقات تجارية لمصلحته الشخصية وبقي طيلة خدمته نظيف اليد متعففا عن كل المغريات المادية.
أما على صعيد المواقف من الحكومات وقراراته التي اتخذها والمتمثلة في طرح الثقة بها والموافقة على خطابات الموازنة فقد تبين أنها علاقة حب من طرف واحد، قدم لها الكثير من الود والعشق والدعم ولم يتوانى يوما عن حجب الثقة عنها إلا أنها أدارت ظهرها له ولم تنصفه يوما على الأقل بتعيينه عضوا في مجلس الأعيان كونه ليس من أصحاب الصوت العالي وعفيف اللسان ورفيع الأخلاق بالرغم من أنها أغدقت على الآخرين ممن لا يمتلكون الخبرات والكفاءات بالمناصب المختلفة لمجرد الترضيات للآخرين ولمناطقهم. الدولة ظلمته ولم تنصفه ولم تمنحه ما يستحقه، فخدمته البرلمانية تؤهله أن يكون عينا مقارنة بمن تم تعيينهم عبر السنوات العشرين ويفتقرون لخبرته وحنكته وثقافته وسعة إطلاعه .