الاردن يدين العدوان الاسرائيلي على جنين.. ويعلق على قرار الجنائية الدولية
دان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، العدوان على جنين اليوم، الذي ارتقى خلاله 7 فلسطينيين حتى اللحظة، وجُرح تسعة آخرون.
وقال الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الثلاثاء ونظيره وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، "ندين هذا العدوان ونطالب بوقفه فوراً، وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح بوقف كل هذه العمليات التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من قتل الفلسطينيين الأبرياء، والمزيد من التصعيد"، مؤكداً أن الضفة الغربية تعاني من إجراءات إسرائيلية لا شرعية تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني هناك.
وأضاف الصفدي "نؤكد على موقفنا السياسي الواضح بأن العدوان على غزة يجب أن يتوقف، وأن جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف، وأن استخدام التجويع سلاحاً هو جريمة حرب يجب أن تنتهي، وأن قتل الأبرياء جريمة حرب يجب أن تتوقف، وأنه على المجتمع الدولي كله أن يتحرك بشكل فوري وفاعل ليحمي الشعب الفلسطيني من عدوان تجاوز بهمجيته وعدوانيته كل ما هو مقبول قانونياً وإنسانياً وأخلاقياً".
من جانبه، قال بيلستروم "نقاشنا اليوم ركز على الوضع المتدهور في غزة والضفة الغربية والمنطقة"، وثمن دور القيادة الأردنية وعملها الإنساني والسياسي في الحد من الأزمة في غزة.
وأضاف "الأردن متأثر بشكل كبير جراء هذه الأزمة على المستوى الإنساني، والسويد والاتحاد الأوروبي ملتزمان بالعمل لإحلال السلام ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والوصول إلى مفاوضات حل الدولتين بالإضافة إلى دعم السلطة الفلسطينية".
وأكد الصفدي، خلال المؤتمر، أن "الأردن والسويد متفقان على ضرورة أن يكون هناك التزام كامل بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يفرض دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وفوري إلى كل قطاع غزة".
وقال "بحثت والوزير الجهود المبذولة من أجل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات بشكل كاف إلى جميع أنحاء قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني بكليته بما في ذلك إدخال الغذاء، وقضايا أخرى مرتبطة بالبنية التحتية الصحية، والمياه، الخدمات، والوقود، وإلى غير ذلك".
وأضاف "تحدثنا أيضاً عن الحصار الاقتصادي الذي تواجهه الضفة الغربية، حيث الحكومة الإسرائيلية غير ملتزمة بالتزاماتها القانونية بدفع مستحقات السلطة الوطنية الفلسطينية المالية ما ينعكس بشكل سلبي جداً على قدرة السلطة تسيير أمور الناس ودفع الرواتب، وضمان أن يكون هناك عند الفلسطينيين ما يحتاجونه من إمكانيات للاعتناء بأسرهم وتلبية احتياجاتهم".
وأكد الصفدي "الأولويات واضحة بالنسبة لنا، متفقان على الرؤية السياسية الأبعد وهي أن السلام يتحقق عبر تحقيق حل الدولتين وفق القانون الدولي ووفق قرارات الشرعية الدولية"، واستمرار العمل على ذلك.
وقال "الأردن والسويد شركاء، وتربطنا علاقات شراكة وصداقة متينة تبدت في تعاون مستمر على مختلف الجوانب سواء في الجانب الثنائي أو حتى في جهودنا المشتركة تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
كما أشاد بالشراكة مع مملكة السويد على مدى السنوات الماضية في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا"، وقال "نظمنا معاً أكثر من مؤتمر أسهم في حشد الدعم السياسي والمالي للأونروا، والسويد مستمرة في دعمها للوكالة خصوصاً في هذا الظرف الذي تقوم به الوكالة بدور لا تستطيع أي جهة أخرى أن تقوم به في مواجهة الكارثة وتبعاتها في غزة".
وثمّن الصفدي مواقف السويد الداعمة لوقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ودعم حق المنطقة في أن تعيش بأمن وسلام عبر تحقيق وتنفيذ حل الدولتين الذي لا بديل عنه سبيلاً لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
وختم "وقّعنا اليوم مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين البلدين وهذا سيتيح لنا أن نفكر استراتيجياً كل عام حول آفاق التعاون والتوافق على خطوات عملية قابلة للتطبيق تأخذ علاقاتنا إلى مستويات أفضل من التعاون والتنسيق الذي ينعكس إيجاباً على بلدينا، وزيادة التعاون في إطار الاتحاد الأوروبي، وعلى جهودنا بناء بيئة إقليمية يعمها الأمن والاستقرار".
بدوره، قال وزير الخارجية السويدي "الأردن والسويد أصدقاء وحلفاء وعلاقتنا تعمقت في السنوات الماضية، والسفارة السويدية في عمّان هي أكبر سفارة للسويد في المنطقة، ووقّعنا اليوم، مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين البلدين، وهذا تجسيد آخر لعلاقتنا المتينة".
وشدد بيلستروم على أن المعاناة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف، ويجب أن يكون هناك وقف دائم وفوري لإطلاق النار، وعلى إسرائيل أن تلتزم بالقوانين الدولية والإنسانية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال "منذ تشرين الأول زدنا حجم المساعدات الإنسانية بحوالي 45 مليون يورو، وفي الأسبوع الماضي زدنا ذلك أكثر ب10 ملايين يورو إضافية، ستذهب إلى البرامج المحلية و اليونيسيف وUNFPA".
وأكد بيلستروم أن بلاده تقدر عالياً ما يفعله الأردن للتأكد من وصول المساعدات إلى غزة، وقال "الهجوم على القوافل الإنسانية والمساعدات الإنسانية غير مقبول على الإطلاق، والسويد والاتحاد الأوروبي طلبا من إسرائيل أن توقف العدوان والعنف والتوسع في المستوطنات في الضفة الغربية"، مشدداً على أن السويد ضد هذه السياسات التي تخالف القوانين الدولية وتقوض حل الدولتين.
وشدد بيلستروم على أن المفاوضات من أجل حل الدولتين هي الحل الأمثل لفلسطين وإسرائيل على المدى البعيد، والسلطة فلسطينية التي يتم إصلاحها هي التي سوف تديم حل الدولتين.
وختم بيلستروم "الأنروا تلعب دور رئيسي في دعم اللاجئين الفلسطينيين، والسويد دعمت الأنروا بشكل كبير عبر السنوات الماضية، ونحن خامس أكبر مانح لها".
وفي إجابة على سؤال حول طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية استصدار مذكرة اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين من حماس، قال الصفدي إن القانون الدولي وجد ليطبق، ويجب أن يطبق من دون انتقائية، ومنظمات العمل متعدد الأطراف ومؤسساته بما فيها المحكمة الجنائية وجدت لتقوم بدورها لتأخذ العدالة مجراها.
وأضاف "لا أحد فوق القانون. ولا دولة فوق القانون، والقانون يجب أن يطبق، ولتأخذ هذه العملية مداها وعلى الجميع أن يحترم قراراتها عندما تصدر".
وأكد الصفدي ضرورة أن يحترم المجتمع الدولي كله المؤسسات التي أنشأت وفق القانون الدولي من أجل تطبيق العدالة.
وشدد الصفدي على أن الحكم يجب أن يكون على الجريمة وليس على من ارتكبها، وأن "موقفنا في المملكة واضح؛ يجب احترام القانون الدولي، ويجب احترام مؤسسات العمل الدولي المشترك، والقانون يجب أن يطبق على الجميع، وكل جرائم الحرب التي ترتكب إن ثبتت قانونياً على من ارتكبها أن يواجه المساءلة القانونية وأن يواجه العدالة، فبالتالي ننتظر قرار المحكمة ونحترمه ونطلب من الجميع أن يحترم ما تقرره المحكمة".
وأضاف "نؤكد على موقفنا السياسي الواضح بأن العدوان على غزة يجب أن يتوقف، وأن جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف، وأن استخدام التجويع سلاحاً هو جريمة حرب يجب أن تنتهي، وأن قتل الأبرياء جريمة حرب يجب أن تتوقف، وأنه على المجتمع الدولي كله أن يتحرك بشكل فوري وفاعل ليحمي الشعب الفلسطيني من عدوان تجاوز بهمجيته وعدوانيته كل ما هو مقبول قانونياً وإنسانياً وأخلاقياً".
وفي إجابة على سؤال حول الاعتداءات المتكررة على قوافل المساعدات الأردنية، قال الصفدي "رسالتنا أن الأردن يقف إلى الشعب الفلسطيني وسيستمر في الوقوف إلى جانبه، وسيقدم كل ما باستطاعته من أجل إسناده"، وأكد "أهلنا في غزة يواجهون مجاعة؛ عائلات لا تجد طعاماً تطعم أبناءها، مستشفيات من دون دواء، والأردن سيستمر بالقيام بكل ما هو وسع إمكانياته من أجل تقديم المساعدات وإيصال المساعدات إلى غزة وإلى الضفة الغربية، ولن تثنينا عن ذلك، هجمات المتطرفين الإسرائيليين".
وزاد "تحركنا مع كل أصدقائنا وشركائنا في المجتمع الدولي، والمواقف الدولية دانت بشكل لا يقبل الشك هذه الاعتداءات، وطالبت إسرائيل بالقيام بواجبها في احترام التزاماتها القانونية، وحماية قوافل المساعدات وحماية المنظمات الأممية التي تقوم بأعمال الإغاثة".
وأكد الصفدي "مستمرون بإيصال الدعم إلى غزة عبر كل السبل الممكنة، لأن قناعتنا راسخة بأن كل لقمة خبز تصل إلى غزة، وكل حبة دواء تصل إلى غزة هي ضرورة، وتسهم في إنقاذ حيوات مواطنين فلسطينيين، ونطالب المجتمع الدولي بأن يكون أكثر وضوحاً في فرض تطبيق القانون الدولي واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق إسرائيل نتيجة ما تقوم به من خرق للقانون الدولي".