عاجل: محتجون يقاطعون كلمة لبلينكن ويصفونه بـ”جزار غزة” - صور



"ستُذكر بأنك جزار غزة”.. بهذه العبارة قاطع عدد من المؤيدين لفلسطين كلمة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال إدلائه بإفادته بشأن موازنة الوزارة في الكونغرس.

واحتجت المجموعة على كلمة بلينكن أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول الدبلوماسية الأمريكية والتحديات العالمية وطلب الموازنة لعام 2025.

وخلال كلمة بلينكن، وقف أحد الموجودين في القاعة حاملًا علم فلسطين وقال: "هند رجب التي قتلتها إسرائيل كانت تبلغ من العمر 6 سنوات، بلينكن ستُذكر على أنك جزار غزة. ستذكر كقاتل للفلسطينيين الأبرياء”.

وأثناء إخراج الشرطة للمحتج خارج القاعة، رفع شخص آخر لافتة عليها عبارة "مجرم حرب”، وردد هتاف: "بلينكن أنت مجرم حرب”.

واضطر بلينكن لالتزام الصمت خلال 3 عمليات احتجاج وقعت أثناء كلمته، ليتابع بعدها.

والطفلة الفلسطينية هند رجب تبلغ ست سنوات وقتلت على يد الجيش الإسرائيلي بعد أن كانت الناجية الوحيدة من نيران الدبابات الإسرائيلية على السيارة التي هربت فيها مع 6 من أقاربها.

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكنء، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين "خاطئ ويحبط جهود إنهاء الصراع في غزة”.

وجاء الشهادة التي أدلى أدلى بها بلينكن أمام لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تطرقت لعدة مواضيع وخاصة الحرب الإسرائيلية على غزة وقرار المحكمة الذي وُجّه ضد إسرائيل وحماس على حد سواء، ما أثار غضبا أمريكيا وإسرائيليا واسعًا.

والاثنين، كشف المدعي العام للمحكمة كريم خان أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وثلاثة من قيادات "حماس”، هم إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد ضيف، بتهم "جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” و”إبادة” مرتكبة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال بلينكن: "نقف مع إسرائيل لضمان ألا تتكرر أحداث 7 أكتوبر، ونعمل على تحرير الرهائن (الإسرائيليين)، إضافة إلى السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة”.

واعتبر أن "الجهود المكثفة المبذولة بمشاركة قطر ومصر للتوصل لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن هي أفضل وسيلة للمضي قدمًا”.

وزعم بلينكن أن "القرار الخاطئ للمحكمة الجنائية الدولية يحبط الجهود التي نقوم بها لإنهاء الصراع في غزة، ولن يؤدي إلا إلى تعقيد احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن”.

وأضاف: "نحن مستعدون للعمل مع الكونغرس للتوصل إلى رد مناسب على قرار المحكمة الجنائية الدولية”.

التطبيع

بالنسبة لملف التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة، قال بلينكن: سعينا نحو المضي قدما في التفاوض مع السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، لكن لا يمكن المضي قدما في ظل الظروف الحالية”.

وأضاف: "الكرة الآن في ملعب إسرائيل”، في إشارة إلى اشتراط المملكة وقف الحرب على غزة قبل أي اتفاق تطبيع.

ورأى بلينكن أن "مشاركة دول بالمنطقة بالتصدي لهجمات إيران (قبل أسابيع ردا على هجوم اتهمت تل أبيب بشنه على مبنى دبلوماسي لها في دمشق) على إسرائيل تجعل إمكانية التوصل لاتفاق تطبيع ممكنة”.

واعتبر أن "بإمكان إسرائيل التقدم على مسار التطبيع، لكن يجب أن يكون لديها أولا خطة لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال: "نسعى لإدماج إسرائيل في المنطقة وتطبيع علاقاتها مع جيرانها، وهذا يتطلب أولا إيجاد حل للأزمة الفلسطينية”، مشيرا إلى التزام بلاده "بالعمل على إنجاز حل الدولتين لأنه المسار الوحيد الذي يؤدي إلى سلام دائم في المنطقة”.

وفيما كرر موقف بلاده الداعم لحق إسرائيل في ضمان عدم تكرار هجمات مماثلة لهجوم 7 أكتوبر، أقر أنه وفق تقييم الإدارة الأمريكية فإن "بعض الهجمات التي شنتها إسرائيل في غزة انتهكت القانون الدولي الإنساني”، مضيفا أنهم يحققون في ذلك.

تفاقم الوضع الإنساني بغزة

وفي مسألة اجتياح رفح الذي تقول واشنطن إنها تعارضه، قال بلينكن إن "إدارة بايدن لا تزال قلقة للغاية بشأن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، وأي هجوم على المدينة باستخدام القنابل الكبيرة التي تزن أكثر من ألف رطل ستكون له تداعيات خطيرة”.

وأضاف: "أوضحنا لإسرائيل أننا لا نزال نعارض أي عملية عسكرية كبرى في رفح لا تضع سلامة المدنيين في اعتبارها، وطالبنا إسرائيل مرارا بالتركيز على حل الملف الإنساني بغزة وعدم جعله هدفا ثانويا في القضاء على حماس”.

وأقر بلينكن بأنه "لا شك أن ما يحدث في غزة أزمة إنسانية حادّة تطال الأطفال والنساء والرجال، والإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في رفح وما حولها وإغلاق المعابر أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني”.

وحول الوضع الإنساني المتردّي في ظل استمرار الحرب والحصار الإسرائيليين على القطاع، قال بلينكن: "نعمل كل ما بوسعنا لوقف المعاناة الإنسانية في غزة ومنع توسع نطاق الصراع”.

وأشار إلى أن "هناك حاجة إلى قيادة الولايات المتحدة لمعالجة الأزمات الإنسانية في غزة وأماكن أخرى في العالم”، وفق قوله.
ولدى سؤاله عن الضغط الأمريكي على إسرائيل إزاء عدم تجاوبها مع المطالبات بضمان سلامة المدنيين، لفت بلينكن إلى تأخير واشنطن تسليم شحنة أسلحة إلى تل أبيب مؤخرا، "في انتظار مناقشة كيفية ومكان استخدامها”، وفق قوله.

وزعم بلينكن أن "حركة حماس تخضع لضغوط هائلة من أجل وقف الحرب، وأسرع وسيلة لوقف الحرب في غزة هي استسلام حماس وإلقاء سلاحها وإطلاق سراح الرهائن”.

كما ادعى في إطار الدعم الدبلوماسي اللامتناهي للحليفة إسرائيل، أن الإدارة الأمريكية أوضحت "منذ اليوم الأول ضرورة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم أمام المساعدات”، وأنه "منذ مارس/آذار الماضي أقدمت إسرائيل على خطوات إضافية بشأن زيادة المساعدات لسكان غزة”.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.

وتوقف عبور المساعدات من خلال معبر رفح بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/ أيار الجاري، فيما أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم أمام حركة دخول المساعدات في الـ5 من الشهر نفسه.

وفي ظل ذلك، بات الرصيف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة قبالة شواطئ غزة الممر الوحيد لحركة المساعدات إلى القطاع، منذ 18 مايو، لكن لم تدخل عبره سوى كميات محدودة من المساعدات حتى اليوم.

إضافة إلى ذلك سمحت إسرائيل لعدد محدود من الشاحنات التجارية التابعة للقطاع الخاص بدخول مدينة رفح جنوبي القطاع مرتين في 15 و18 مايو.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 115 ألفا بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.



(وكالات)