المواقع الأثرية في الأردن... وواجبنا

 


 تشكل المواقع الأثرية في العديد من مناطق الأردن قوة ثقافية وحضارية لا يستهان بها، ورافداً مهماً لاقتصاده، والتي تعمل على جذب السياح لها من كل مكان في العالم. ومن بين هذه الأماكن الأثرية الموجودة في الأردن مدينة البتراء الوردية، وقلعة عجلون، والمدرج الروماني، ومدينة جرش الأثرية، والفسيفساء التي كانت نتاجاً وإرثاً للعديد من الحضارات والإمبراطوريّات التي عاشت أو استقرت لفترات من الزمن البعيد في الأردن. فضلاً عن المعالم الدينية التي تكتسب أهميتها من كونها مقصداً لمعتنقي الديانة المسيحية كالمغطس، ومزارات الكرك التي ما إن مررت عليها حتى ينقلك المشهد في رحلة عبر الزمن إلى تلك المعركة الخالدة خلود الأمة الإسلامية – معركة اليرموك. وعليه فإن الأردن يعدُّ واحداً من أهم الوجهات السياحية من الناحية الأثرية والتاريخية في العالم العربي. وتجدر الإشارة إلى أن الأردن تعاقبت عليه العديد من الحضارات على مر الأزمنة مثل الحضارة الرومانية، والبيزنطية، والإسلامية، والمسيحية المبكرة، لتشكل تلك البقعة الجغرافية منذ آلاف السنين موطناً للكثير من الحضارات القديمة.

تسعى الدولة على المستوى الحكومي إلى النهوض بهذا القطاع الحيوي وتنميته والحفاظ عليه، من خلال تنشيط الحركة السياحية بمشاركة المؤسسات المعنية والجمعيات والهيئات التطوعية في هذا الجهود، والمساهمة في ترميم المعالم الأثرية في الأردن بالتعاون مع دائرة الآثار العامة والبلديات والجهات المعنية.

غير أن الدور الأكبر يقع على عاتق المواطن الأردني، حيث يتطلب منا جميعاً الحفاظ على تلك الموروثات التاريخية من العبث، والإضرار ببنائها، أو تشويه مظاهرها، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تعزيز المواطنة والانتماء للوطن، وإدراك المكانة التاريخية لتلك المواقع الأثرية.