جاد شويري: توقعت الجدل حول "الصيت" وظهور محجبة معي مقصود
دائمًا يثير الجدل بأعماله وتصريحاته الجريئة، أحبه الجمهور لأفكاره المختلفة وانفتاحه وتقبله للآخر مهما كان على اختلاف معه، وفي حواره مع "العربية.نت" يكشف الفنان اللبناني جاد شويري تفاصيل أغنيته الأخيرة "الصيت" وسر اختياره للمطربة المحجبة سهيلة، ورأيه في أحوال المرأة العربية والمميز بين المصرية واللبنانية، ويتحدث عن سر حبه للهجة المصرية دون غيرها، ورأيه في آراء الجمهور حول صراحته وهل ندم على أي من أعماله من قبل، ويكشف أيضًا رأيه في أغاني المهرجانات وعن موقفه من الهجرة بعد كل هذه الأحداث.
*في البداية هل كنت تتوقع هذه الضجة حول أغنية الصيت؟
توقعت أن يحدث جدل حول الأغنية من البداية بسبب حجاب المطربة التي تشاركني، ولكن الأغنية نفسها ترد على هذا، بأنه ينظر الناس للقلوب وللأبيض وليس للمظاهر، ولهذا اختارت أن تكون الفتاة محجبة وترمز للالتزام بعكسي أو بعكس شكلي الذي يدل على الانفتاح وما إلى هذا.
*وكيف اخترت سهيلة الفتاة التي ظهرت معك؟
رشحوا لي سهيلة ووافقت عليها على الفور، وأعجبت بها فهي ليس فقط صوتا رائعا ولكن شخصية رائعة أيضًا ولديها كاريزما، لذلك تحمست لها على الفور.
يأتي هذا على حسب العمل ومتطلباته، شكله وموضوعه والصوت الذي يتناسب معه، كل فكرة ولها تفاصيلها، لأنه ليس كل الألوان تليق مع بعضها أو تليق مع كل الناس، فأنا عملت بعض الأفكار المختلفة مع وليد توفيق وبوسي وحلا الترك وغيرهم، وكل أغنية كانت تليق بصاحبها من حيث كل شيء اللون الغنائي وتفاصيل العمل، لذا كل عمل له لمساته المختلفة التي تضيف له.
*من المعروف عنك جرأتك وصراحتك فهل هذا يقلقك من ناحية النقد الجماهيري؟
أعرف بالطبع أن تصريحاتي قد تضايق البعض ولا تعجبهم، ولكن دائمًا أقول إنني أفضل معرفة جمهوري آرائي وأفكاري الحقيقية، لا أريد أن أكون مزيفًا لمجرد كسب عدد من الجماهير، الجمهور يحب الشخص الحقيقي، والمحبون سيظلون بجانبك لأنهم يعرفون حقيقتك من الداخل وهذا هو موضوع أغنيتي أيضًا، لذا لا أقلق أبدًا من هذا الموضوع.
لا، لم أندم على أي شيء فعلته من قبل، ولكن أفكر في بعض الأحيان بأن هذا التصرف ينقصه كذا وكذا أو هذا العمل كان يمكن أن أضيف له كذا، ولكن الندم في حد ذاته يأتي بعدم الاقتناع بعمل ولكن الإصرار على عمله وهذا لم يحدث معي مطلقًا، فأنا آمنت بكل عمل لي ولم أفعل شيئًا غير مقتنع به، ولكن نضجت مع الوقت وهذا طبيعي وصحي للإنسان فتنضج الأفكار والآراء.
*حدثنا عن الغناء باللهجة المصرية وهل تساعد في بناء قاعدة جماهيرية أكبر؟
هذه الحقيقة، اللهجة المصرية تساعد في الإيصال لقاعدة جماهيرية أكبر، ولكن هذا ليس كل شيء فأنا أحب الغناء باللهجة المصرية فهي محببة جدًا لقلبي، فهناك أسواق جديدة الآن على الساحة مثل الخليجية والعراقية يمكن العمل بها والوصول أيضًا لقاعدة جماهيرية كبيرة ومختلفة، ولكنني أحب المصرية بقلبي وتأخذني لدرجة أنني أتحدث في بعض الأحيان ببعض الكلمات المصرية، حتى إنني هوجمت في البداية بلبنان بسبب هذا، فحبي لبلدي لبنان لا يمنعني من عشقي للهجة المصرية والغناء بها فهذا شيء غير وارد للنقاش.
سهل وصعب في نفس الوقت، فالمصريون يحبون الأعمال الحقيقية التي تبعد عن التكلف والزيف ولهذا يكون سهلًا على الفنان الحقيقي ولكن من يريد فقط أن يفعل شيئًا كي يعجبهم فيزداد تكلفًا في هذا الوقت يكون صعبًا للغاية.
*وما رأيك في لون الأغاني الشعبية في مصر؟ وهل يمكن أن تعمل مثلها؟
أعتقد أنها أفكار لطيفة ومختلفة، وأرى أن هناك اندماجا بين المهرجانات والراب والمهرجانات واللون الطربي، والأشكال أصبحت متعددة، لذا لا أرى أي مشكلة من أن أعمل شيئا كهذا.
*ومن وجهة نظرك ما الذي يميز المرأة المصرية واللبنانية وهل المرأة مظلومة في وطننا العربي؟
بالطبع ظلم المرأة موجود في عالمنا العربي، وأنا تعجبني المرأة التي ترفض الظلم وما زالت متمسكة بأنوثتها، هناك العديد من الأشياء بالطبع التي لابد أن تتغير مجتمعيًا وقانونيًا، نريد فتيات متقدمات ولديهن تواصل وانفتاح على الآخر وأيضًا ملتزمات، لابد أن يكون هناك احترام للآخر، احترام للمحجبة مثل المتبرجة أو من لديها أي اختيار آخر، لا أعلم لماذا يفترض الناس الانحلال مع الانفتاح، فهذا شيء غير مقبول، يمكن للمرأة أن تكون ملتزمة وأيضًا على تواصل مع الآخرين ولديها استقلاليتها وحريتها ورأيها، والمميز بين المرأتين المصرية واللبنانية هي القوة على اختلاف طريقة استعمال كل واحدة منهما لهذه القوة والمسؤولية، فالاثنتان لديهما مسؤولية يُعتمد عليهما بشكل كبير ولديهنما كلمة مسموعة.
نعم فكرت بعد كل ما حدث معنا، وهل يوجد أحد لم يفكر، ولكنه قرار صعب للغاية ولا أستطيع اتخاذه ولا أظنني أتخذه بهذه السهولة، فلبنان هي روحي وقلبي وعائلتي وأصدقائي وبيتي هناك، ولكن أن يكون لديك اختيار ثان أصبح أمرًا ضروريًا في هذا الوقت الصعب.
*لو كنت صاحب سلطة فما القانون الذي تريد تغييره بلبنان؟
بما أننا نتحدث عن المرأة هناك قانون لا يعجبني أبدًا في لبنان، وهو أن تعطي المرأة جنسيتها لأطفالها، هذا لابد أن يكون حقًا من حقوقها، حق جوهري لا يقبل المناقشة.