نفحات الاستقلال تهب على غزة

 ومع هبوب رياح الاستقلال العليلة على ربوع الأردن العزيز، يتذكر الإنسان الأردني أخيه الفلسطيني المكلوم في غزة، من ألم فراق الأحباب ووجع الشتات وعذاب القهر والانتقام الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ويحذوه الأمل أن تهب نسائم عتق غزة من قيد الاحتلال وفرحة الحرية والخلاص من الاستبداد والظلم الذي يخيم على كل بقعة من أرض غزة هاشم. فلغزة خاصة وفلسطين عامة حكاية ماضي جميل جمع فيه معاني الأخوة والمحبة والترابط الديني والحضاري.
والاستقلال يعني لكل الأردنيين حلم الحرية الذي تحقق بعد فترات مضنية من النضال لنيل حقوقه المشروعة من المستعمر الغاصب، وليرفرف بيرق الأردن عالياً في وجدان وقلب كل أردني وعلى كل ناصية وميدان في هذا الوطني الأبي، يرويه الأحفاد عن أسلافهم البواسل الذين ضحوا بدمائهم لأجل رفعة وشموخ الأردن، ورسموا عنوان وطن لن يخبو بريقه ولن تنفد أهازيج العزة والكرامة في حقه، ويخط العهود والمواثيق على الوفاء لتراب الوطن الغالي والشوق لتراب الأقصى والقدس الشريف، ينقله جيل بعد جيل مؤكدة أن الحرية لا يتغير لونها ولا ملامحها فهي واحدة في كل زمان ومكان و حق مسلم به لجميع شعوب العالم ليست حكراً على أحد، انتزعها الأجداد العظام بكفاحهم وارتوت أرض الأردن بأناة أوجاعهم وآهاتهم توقاً لسناء الحرية.
هنيئاً عرس الأردن العظيم، عرس يذكرنا التشبث بترابه الطاهر بكل تفصيلة من تفاصيله المذهلة. هذا البلد الطيب المبارك الذي يعشق فلسطين وفلسطين تعشقه، ولن يهدأ له بال حتى ينال مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم حريته ويعود الحق لأهله، ويقيني أن هذا هو الهم الأكبر الذي يشغل عقل وقلب كل أردني، كيف لا؟! وقد كرم الله هذا البلد الطيب الذي وقعت فيه أهم المعارك الإسلامية التي كانت لها علامات فاصلة في التاريخ الإسلامي، معركة مؤتة والتي أخبر فيها الوحي النبي صلى الله عليه وسلم عما كان فيها من أحداث ووقائع أليس هناك أعظم من هذا التشريف، ومعركة اليرموك المجيدة روى المسلمون الأوائل ثرى الأردن دماءهم الطاهرة الزكية، لذا كانتا ولا تزالان الأردن وفلسطين من أطهر بقاع الأرض. فسلام على وطني سلام ما دامت السماوات والأرض.