قصة قصيرة: العميد

 

 
كتب: كمال ميرزا

قال ابن العمّ لابن عمّه طالب الإنسانيات معاتباً:

ـ هل يُعقل يا ابن عمّي أن تفتعل المشاجرات وتلقي الحجارة على زجاج كليّتك فقط لأنّك غير راضٍ عن نتائج الانتخابات الجامعية؟!

أجاب ابن العم بلا مبالاة:

ـ وما المشكلة؟

ردّ ابن العم باستنكار:

ـ ما المشكلة؟! فضحتنا.. هذا سلوك متخلّف!

ضحك ابن العم مقهقهاً:

ـ متخلّف؟! أنت المتخلّف يا ابن عمّي.. أنا أضمن حقوقنا.. قوم بلا جُهّال ضاعت حقوقهم..

أكمل ابن العم مباشرة:

ـ وقوم بلا عُقّال راحوا قطايع!

نظر ابن العم في عينيّ ابن عمّه مباشرة وقال:

ـ تمام.. أنا أفعل ذلك حتى لا نروح قطايع!

سأل ابن العم بغير اقتناع:

ـ وكيف هذا؟

ردّ ابن العم بنبرة هادئة ملؤها الثقة والاقتناع:

ـ ألا تعلّم يا ابن عمّي أنّ المخبرين ومفتعلي المشاجرات ومحطمّي الزجاج في الجامعات يصبحون مدراء ووزراء وباشاوات في المستقبل؟!

ـ يا سلام!

ً نعم، ولكن اطمئن، أنا لا أريد أن أصبح مديراً أو وزيراً أو باشا، أنا سأكمل تعليمي وأصبح مدرّساً جامعيّاً، ليس حبّاً في التدريس، فأنا أكره الدراسة والمدرّسين وأمقتهم، وأمقتُ أكثر البحث العلميّ.

ـ لماذا إذن.. هل تريد أن تصبح رئيس جامعة؟!

ـ لا.. شو رئيس جامعة وشو مرقتو.. أريد أن أصبح عميد شؤون طلبة!