مقابلة ولي العهد.. رسائل باتجاهات متعددة محلية وإقليمية



ينما يتولى الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، دوراً أكبر، تصبح رؤيته لمستقبل أكثر إشراقاً وشمولاً أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.

ومن خلال مقابلته مع قناة العربية، نرى ولي عهد يجسد مُثُل القيادة الحديثة بينما يظل متجذرًا بعمق في الأصالة والمعاصرة متمسكا بالقيم وبالعمل المؤسسي وسيادة القانون وبالالتفاف حول راية جلالة الملك.

ربما هي المرة الأولى التي أشهد فيها حوارًا متأصلا برؤية واضحة للواقع وناظرة إلى المستقبل حين قدم ولي العهد سردًا لم يكن مجرد انعكاس على السنوات الخمس والعشرين الماضية، بل أيضًا خطة استراتيجية لما هو آت.

ويمكن القول إن مقابلة ولي العهد تذكير قوي بتعقيدات ومسؤوليات الحكم، قدم فيها رؤيته حول ماضي الأردن وحاضره ومستقبله ورسم خريطة طريق للتنقل في الشبكة المعقدة للسياسة الإقليمية والدبلوماسية العالمية.

تاريخا كانت رحلة الأردن أي شيء إلا أن تكون سهلة، ومع ذلك، من خلال المثابرة والدبلوماسية الحصيفة والأمانة التي حملها ملوك بني هاشم وهم خير من حمل الأمانة من عبدالله المؤسس إلى عبدالله المعزز نقش الأردن لنفسه مكانا على الساحة الإقليمية والدولية.

وأحد أكثر جوانب المقابلة لفتًا للنظر كان حديث ولي العهد الصريح عن المعارك الدبلوماسية والسياسية للأردن، وتأكيده أهمية الدور المحوري للمملكة في التأثير على المواقف الدولية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

أما الثقة، وكما قال ولي العهد ببلاغة، ليست سلعة يمكن تداولها أو اعتبارها أمرًا مفروغًا منه، بل تُبنى تدريجيًا من خلال الأفعال وليس الأقوال فقد كشفت فيما كشفت عن أسلوب قيادته - أسلوب حذر ولكنه حاسم، مدرك لتعقيدات الطبيعة البشرية ودوافع أفعال البشر، وهذا النهج تجاه الثقة والقيادة ضروري في منطقة تكون فيها التحالفات غالبًا هشة، والمخاطر عالية للغاية.

لم يتردد ولي العهد في مناقشة القضايا الملحة التي يواجهها الأردن اليوم مثل الصحة والتعليم والاقتصاد، فأكد الحاجة إلى خطط عمل وبرامج ملموسة، وهذا النهج العملي دعوة للعمل وتذكير بأن الحكم يتعلق بمعالجة الاحتياجات الأساسية للشعب وضمان استقرار وازدهار البلاد.

وبالنظر إلى الأمام، فإن رؤية ولي العهد للأردن القوي مبشرة بالخير، وحملت رسائل محلية وإقليمية بانها ليست فقط للحفاظ على الوضع الراهن، بل لبناء مستقبل يستمر فيه الأردن في الازدهار وسط التحديات الإقليمية والعالمية كما أنها ضرورة للدفاع عن قضايا الأمة وضمان مكانتها في العالم وخاصة القضية الفلسطينية.